أسرة التعليم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اللغة والذات الحضارية

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

اللغة والذات الحضارية Empty اللغة والذات الحضارية

مُساهمة من طرف laghrissi الثلاثاء أغسطس 14 2007, 11:56



[right]اللغة والذات الحضارية [/size

url=]اللغة والذات الحضارية 1182905472clip_5[/]د/محمد موسى جباره
دكتوراه في اللغة العربية - جامعة الأزهر
تواجه اللغة العربية في عصرنا هذا عدّة مشكلات، ولولا أنها لغة التنزيل الذي تكفل الله - عز وجل - بحفظه، لكانت مشكلة واحدة فقط من هذه المشكلات كفيلة بالقضاء المُبْرم على هذه اللغة الشريفة.
هذه المشكلات نراها - وللأسف - تتضخم يومًا بعد يوم، دون أن نجد خطوة عملية من أهل هذه اللغة نحو القضاء عليها، أو حتى العمل على الحدّ من خطورتها، بل قد أكون غير مبالغ إن قلت: إننا - نحن العرب - نعمل في كثير من الأحيان - ونحن نشعر أوْ لا نشعر - على ترسيخ هذه المشكلات، وذلك بإهمالنا لها في: خًُطَبِنا الدينيَّة والسياسيَّة، وندواتنا، وحواراتنا، وإعلامنا، ومدارسنا، وجامعاتنا، بل في مناقشة رسائلنا العلمية المختصة باللغة العربية.
إن حالنا مع اللغة العربية حال تدعو إلى الأسى، لأننا بإهمالنا لغتنا نهمل- في الحقيقة- أنفسنا، وحضارتنا، وتاريخنا، ومجدنا، وتراثنا، إننا نعمل على ذوبان أنفسنا في غيرنا، الذي يسعى جاهدًا لتحقيق ذلك؛ لذا جاءتنا صيحات منه تدعو مرة إلى الحداثة، وأخرى إلى العولمة، وما ذلك إلا للقضاء على هويتنا، فهل تفيق أمتنا من هذا السُّبات العميق؟
إن اللغة العربية عامل أساسي من عوامل الحفاظ على كياننا، لذا وجب علينا الحفاظ عليها، والاهتمام بها، فهي لغة القرآن الكريم، من هذه المشكلات:
مزاحمة العامية للغة الفصحى في كثير من الميادين، التي ينبغي أن تكون للفصحى دون غيرها، مثل:
أ- قاعات الدرس وما شابهها: حيث تزاحم العاميةُ اللغةَ العربيةَ الفصحى في معقل من أهم معاقلها، إذ إنها تزاحمها وتحاصرها في قاعات الدرس، داخل المدرسة والجامعة، فنجد تدريس العلوم المختلفة ومنها: اللغة العربية، يتم بالعامية، وهذا يحمل في طياته اتهامًا للفصحى بعدم صلاحيتها للتدريس، بل لتدريس الفصحى، شعرًا ونثرًا وقواعد، وإن هذا لمن أشد الأمور خطرًا على هذه اللغة ؛ إذْ تُهَان على يد مَنْ يُفترض فيهم إعلاء شأنها، وإعادة مجدها، والذوْد عن حياضها.
إن طلاب المدارس والجامعات لا يعرفون الفصحى إلا مكتوبة فقط، أما العامية - التي تحاصرهم في كل مكان - فتقرع آذانهم داخل الفصول، والقاعات، ثم بعد ذلك نرجو للغة الفصحى بقاء !! وننعي طلابها، وننعتهم بضعف المستوى !
بل إن مما يؤسف له أن تُستخدم العامية في مناقشة الرسائل العلمية، التي تُعنى باللغة العربية الفصحى وآدابها، فكثير من هذه المناقشات - إن لم تكن جميعها - تختلط فيها العامية بالفصحى، مما يذهب برونق الفصحى وجمالها.
ويضاف إلى ما سبق المحاضرات العامة، والندوات، والخطب الدينية، وغير الدينية، كل ذلك وما شابهه نجد العامية مسيطرة عليه، عدا قلّة قليلة ما زالت – بفضل الله – متمسكة بالفصحى.
فهل هانت علينا لغتنا إلى هذا الحدّ ؟ إن الفصحى المنطوقة لم يَعُدْ لها وجود في المدارس، ولا في الجامعات، ولا في الندوات العلمية، وهذا نذير خطرٍ، لأن ضياع اللغة يعني ضياع أهلها، وطمس هويتهم.
ب- وسائل الإعلام المختلفة: فالناظر إلى الإعلام العربي بوسائله المسموعة والمرئية، الأرضية والفضائية، يجد أن اللغة التي يستخدمها هي العامية، ولا يستخدم الفصحى إلا في نشرات الأخبار، وبثّ الخُطب السياسية التي يلقيها القادةُ والزعماءُ في المناسبات المختلفة، وما شاكل ذلك.
أما البرامج، والمسلسلات، والأفلام، والمسرحيات، والتعليق على المباريات، وغير ذلك فالعاميات هي المستخدمة، إذ يستخدم كل قُطر عاميته فيما ينتج من برامج وأفلام... إلخ.
ج- الإعلانات التجارية: حيث يعمد أصحاب المصانع والشركات، والمحلات التجارية إلى الإعلان عن بضائعهم في الصحف والمجلات، والإذاعة والتليفزيون، كما يكتبون لافتات ويعلقونها في الأماكن المزدحمة، ويعمدون – كذلك – إلى طباعة أوراق وتوزيعها على جمهور الناس، يفعلون ذلك كله كي تروج بضائعهم.
وعندما ننظر إلى هذه الوسائل نجد أن العامية تختلط فيها بالفصحى اختلاطًا مشينًا، ولكي نكون جادّين في العمل على انتشار الفصحى وانحسار العاميات، علينا أن نُبدي اهتمامًا كبيرًا بالفصحى في عدّة ميادين منها:
أ- البيت: فنهتم بها في بيوتنا، نحببها إلى أبنائنا، ونعلمهم إياها، فالبيت هو البيئة الأولى التي تولد فيها لغة الطفل.
ب- المدْرَسة: للمدرسة - وكذلك الجامعة - أهمية كبرى في نشر الفصحى وحلولها محل العاميات، ويكون ذلك باختيار المنهج الملائم، حيث تعتمد العملية التعليمية في المدارس على اختيار موضوعات في علوم مختلفة، والأصل فيها أن تكون مناسبة للمستوى الذي اختيرت له، وبالنظر في حال اللغة العربية، وما آلت إليه من ضعف، نجد أن « كثيرًا من أسباب القصور الحاصل في تعليم اللغة العربية لأبنائنا، يرتبط بالمنهج إلى حدٍّ كبير ».(1)
كما أن طريقة التدريس لها دور كبير في تفاقم المشكلة اللغوية أو علاجها، فتقديم المادة العلمية في قالب عاميّ، له أثر كبير في القضاء على الفصحى، وتقديم العامية بديلاً لها، وفي ذلك اتهام للفصحى بالعجز عن توصيل المفاهيم، وتزداد خطورة هذا الاتهام إذا كانت المادة العلمية المقدمة للطلاب هي اللغة العربية شعرًا ونثرًا.
وأرى - من الواجب - أن يتوجه هذا الاتهام إلى هؤلاء المستمسكين بالعامية داخل الفصل الدراسي، فهم الذين يعجزون عن استعمال الفصحى في توصيل ما يريدون، أو شرح ما هم بصدده من شعر أو نثر.
وقد يقول قائل: إن هذا يحدث داخل الفصول مراعاة لحال الطلاب، وأقول: إن هذه حجة واهية، فالطلاب الذين يدخلون كلية الطب - مثلاً - تلقي عليهم المحاضرات من أول يوم باللغة الإنجليزية، ومعظمهم لا يؤهله مستواه فيها لفهم كل ما يسمعه، ولكنه يعمل على رفع مستواه، وشيئًا فشيئًا نجده يفهم ما يسمع.
مع أننا في حالة التحدث بالفصحى أمام الطلاب، سنخاطبهم بلغتهم الأمّ، فالأمر أيسر كثيرًا، وحتى لو وجدنا منهم صعوبة في الفهم، ستكون مؤقتة سرعان ما تزول، بإذن الله تبارك وتعالى، المهمّ أن نبدأ، دون تباطؤ أو تكاسل.
أمر آخر يجب التنبيه إليه في طريقة التدريس، وهو التخلي عن طريقة التلقين، فهي طريقة تعتمد على طرف يُلْقِي، أما الآخر فلا يفعل سوى أن يتلقى، وبهذا يفقد الطالب التفاعل مع لغته.
ج- وسائل الإعلام: فمن المعلوم أنه لا يستطيع الإعلام أن يساهم في حلّ المشكلة اللغوية، إلا إذا كان قدوة يُحتذى بها، في الالتزام بالفصحى، والدعوة إلى التزامها نطقًا وكتابة، وبيان أهميتها في الحفاظ على الهوية العربية والإسلامية، بل الكفّ عن تشويه صورة مُعَلِّمِيها، والحطّ من شأنها.
لقد انتشرت القنوات الفضائية انتشارًا واسعًا، وبالتالي لم تعد الرسالة الإعلامية موجهة إلى بلدٍ دون بلد، وأصبح من الضروري أن يلتفت القائمون على أمر هذه القنوات إلى الوسيلة الفاعلة في توصيل رسالتهم إلى جميع الناطقين باللغة العربية، وحينئذ لن يجدوا أفضل من الفصحى وعاءً لحمل هذه الرسالة وتوصيلها، دون أن يغيب عن هذا أو ذاك معنى كلمة من الكلمات، بخلاف العاميات والرطانات التي لا يعرفها إلا أهلها المتحدثون بها، ولو فعل هؤلاء ذلك لاستفادوا توصيل رسالتهم، ولاستفادت اللغة العربية ذيوعًا وانتشارًا، وأهلها عزّة وفخارًا.
أما ما نراه الآن من طغيان العامية، بل العاميات على هذه القنوات فهو أمر محزن حقًّا، إذ يهدر قيمة اللغة بين أبنائها، ويهدد الهدف الذي من شأنه أُعدّ هذا البرنامج أو ذاك، لأنه عندما يذاع بعامية بلدٍ ما، فإن أهل البلدان الأخرى لا يستطيعون إدراك كثير من الكلمات التي يسمعونها.
ورغم كثرة القنوات الناطقة باللغة العربية فضائيةً وأرضيّةً، وتنوع اهتماماتها، فإننا - للأسف - لا نجد منها- حسب علمي - إلا قناة واحدة تلتزم الفصحى في كل ما تبثه هي Space Toon وهي قناة للأطفال، ولها أثر كبير في الارتقاء بلغتهم حسب ما شاهدت بنفسي، فالأطفال متعلّقون بها جدًّا، ويفهمونها جيدًا، وبسبب التزامها باللغة العربية الفصحى في كل ما تبثه - عداً الأعلام فإنها تكون أحيانًا أعجمية - فإن الأطفال في لعبهم، ومحاكاتهم لبعض برامجها، ينطقون بالألفاظ الفصيحة التي يسمعونها في تلك البرامج، وهذا دليل قويّ على أهمية السماع في تكوين الملكة اللغوية وتنميتها، كما أنه دليل قوي على أهمية وسائل الإعلام المرئي - خصوصًا - في علاج المشكلة اللغوية، والارتقاء بالفصحى.
من المشكلات التي تواجهها لغتنا الفصحى - كذلك - مزاحمة اللغات الأجنبية لها، حيث تزاحم اللغاتُ الأجنبيةُ اللغةَ العربيةَ في عدة ميادين، والسبب القويّ في ذلك - حسب ما أرى - يكمن في تخلفنا حاليًا في الجانب الماديّ من الحضارة، من هذه الميادين:
أ- الحوار اليومي بين المثقفين
ب- الإعلانات التجارية
ج - التدريس في كليات الطب والصيدلة وما شابهها
د- مواقع بعض الجامعات على الشبكة العالمية للمعلومات ( الإنترنت)
هـ- في المناهج الدراسية
حيث نجد اهتمامًا ملحوظًا - في العالم العربي - بتعليم اللغات الأجنبية وتعلمها - خصوصًا الإنجليزية - ويتم ذلك بداية من مرحلة رياض الأطفال، وأؤكد - هنا – أنني لست ضدّ تعليم اللغات الأجنبية وتعلمها، بل إن ذلك يصل في بعض الأحيان إلى درجة الضرورة، أو الفرض الكفائيّ، ولكن المؤسف أن يكون ذلك قبل نضج التلاميذ، وتمكنهم من لغتهم الأصلية.
وإذا كانت اللغات الأجنبية تزاحم اللغة العربية، في عدة ميادين - كما سبق - فإن علاجها يكون من عدّة نواحي، منها:
أولاً: العمل على غرس الاعتزاز باللغة العربية الفصحى في نفوس أبنائها، والانتماء لها
كي لا تُفْقد في الحوار الحيّ، والاستعمال اليومي، وتحلّ محلَّها لغةٌ أجنبية، أو تختلط بها اختلاطًا مشينًا على ألسنة الناطقين، وأرى أن يتم غرس هذا الاعتزاز في النفوس عن طريق أمور عديدة منها:
أ- بيان الارتباط الوثيق بين الحفاظ على اللغة العربية الفصحى، وبين القرآن الكريم والسنة النبوية، من حيث إنها وعاءٌ لهما، فضياعها والقضاء عليها، يهدف إلى القضاء على القرآن الكريم، وذلك لن يكون بإذن الله - عز وجل - لقوله تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) [الحجر:9].
ب- تعريف الجمهور العربيّ بالجهود العظيمة المباركة، التي قام بها علماؤنا القدامى، من أجل الحفاظ على الفصحى، ونزولهم البوادي لجمع اللغة، وتحمّلهم في سبيل ذلك المشاق والمصاعب والآلام، وأنه يجب علينا ألا نكون أقلّ منهم غيرة على الفصحى، لغة القرآن الكريم.
ج- قيام الأدوات الفاعلة بواجبها في توعية الجمهور العربي، بالمكائد التي يُراد منها ضياع اللغة العربية، وفقدان الشخصية العربية الأصيلة، وأهم هذه الأدوات وسائل الإعلام، لما لها من تأثير كبير في التوجيه والإرشاد.
د- نشر الوعي بالآثار الحميدة التي تترتب على الالتزام باللغة العربية الفصحى، من التفاهم بين أبناء الوطن العربي، مما يؤدي إلى الوحدة المنشودة، وعدم الذوبان في الثقافات الوافدة.
هـ- نهوض مَنْ هم في موقع المسئولية بالواجب الذي يُحتّم عليهم أن يكونوا قدوة صالحة في غرس الاعتزاز بالفصحى، وذلك كالرؤساء، والحكام، والملوك، والأمراء، والوزراء، وأعضاء هيئات التدريس، وأعضاء المجالس النيابية.. الخ.
ثانيًا: إعادة النظر في فرض تعليم اللغات الأجنبية منذ وقت مبكر، فإذا كانت لتعليم اللغات الأجنبية فوائدُ عظيمة، فإن هذا يجب أن يبدأ بعد أخْذِ الطالب جرعة كافية - إلى حدٍّ ما - من لغته الأصلية.
ثالثًا: تشريع القوانين اللازمة أو تفعليها في حال وجودها، لمنع استعمال اللغات الأجنبية في الإعلانات التجارية، وأسماء الشركات والمصانع، والمحلات التجارية، والمنتجات.. الخ.
ولقد أدركت فرنسا خطورة هجمة اللغة الإنجليزية التي أوصلتها الأقمار الصناعية إلى بيوت الفرنسيين، حتى نجح الإبهار الأمريكي في جذب عدد كبير من المشاهدين، واختراق ألسنتهم، مما دفع حرّاس المشروع الفرنسي في مايو 1994م لتشريع قانون أُطلق عليه اسم « لزوم الفرنسية » يمنع أيّ مواطن فرنسيّ من استخدام غير الفرنسية طالما أن هناك ألفاظًا أو عبارات مماثلة، تؤدي ذات المعنى في الفرنسية، والمجالات التي يسري عليها الحظر هي: كافة الوثائق والمستندات، والإعلانات المسموعة والمرئية، وكافة مكاتبات الشركات العاملة على الأرض الفرنسية، وبوجهٍ خاصّ المحلات التجارية، والأفلام الدعائية، التي تُبثّ عبر الإذاعة والتليفزيون، بل إن القانون اشترط على الجهات المحلية والحكومية ألا تمول سوى المؤتمرات والندوات التي تكون الفرنسية لغتها الأساسية، كما منع نشر أعمال تلك المؤتمرات والأبحاث التي قدمها أجانب بلغتهم الأصلية، ما لم تكن مصحوبة بملخص مكتوب بالفرنسية، وأوصى القانون بعقوبة المخالف بالسجن أو الغرامة المالية، التي تصل إلى ما يعادل ألفيْ دولار، وذلك كله محاولة لاستنقاذ التراث الفرنسي المهدد بالإغراق اللغوي.[color:3f20=#0000ff:3f20](2)
وما أحوجنا إلى مثل هذا القانون، شريطة أن يُطبق ويُعمل به، ليردع المخالفين، ويردّ للغة العربية كيانها وعزتها، التي كادت تفقدها بين أهلها.
رابعًا: العمل على تكوين قاعدة علمية في الوطن العربي، تكون نقطة الانطلاق للمشاركة في التقدم التقنيّ، ليكون العالم العربي مشاركًا في صنع التكنولوجيا، لا مجرد مستهلك لها اسْمًا ومُسَمًّى.
خامسًا: تعريب التعليم الجامعي، أي تدريس العلوم الطبيعية باللغة العربية.
سادسًا: مواكبة التقدم العلمي بوضع مصطلحات علمية موحدّة، مع ضرورة نشرها على الجمهور العربي عمومًا، وعلى المختصين بالعلوم الطبيعية درسًا وتدريسًا على وجه الخصوص، وذلك بالوسائل المختلفة، لئلا تظل حبيسة الأدراج، أو بطون المعاجم.
[/size]

laghrissi
عضو فعال
عضو فعال

عدد الرسائل : 36
تاريخ التسجيل : 01/04/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

اللغة والذات الحضارية Empty رد: اللغة والذات الحضارية

مُساهمة من طرف رضوان أعبيدا الجمعة فبراير 22 2008, 14:29

الفن إبداع والتزام
اللغة والذات الحضارية Vide
اللغة والذات الحضارية Vide
<table cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%" border=0><tr><td colSpan=3>
من القضايا الكلاسيكية التي طرحت كثيرا للنقاش في المجال الفني، قضية الالتزام و الإبداع. فقد أثارت عدة تساؤلات من قبيل هل ينسجم الإبداع مع الالتزام في الأداء الفني ؟ وماذا يعني الالتزام الفني ؟ ثم أليس الالتزام تقييدا لحرية الإبداع ؟
انقسم الدارسون لهذه القضية في أغلب الثقافات إلى موقفين. موقف يؤيد كون الأداء الفني في أساسه التزام بقضية أو موقف تجاه قضية ما. وأَبْرَزَ أصحاب هذا التصور أن الالتزام لا يحجر حرية الإبداع لأن هذا الأخير ـ بكل بساطة ـ لا يعدو كونه مسألة شكل وصورة بينما يتعلق الالتزام أساسا بالمضمون. أما الفريق الثاني فقد نص على كون طرح قضية الالتزام ليس إلا رغبة في تضييق نطاق الإبداع وحصره في أنماط محدودة تنفي عنه جماليته التي يستمدها من حرية التعبير عن مضامين ووجدان الفنان وروحه. فالإبداع عند هؤلاء غاية في ذاته وليس وسيلة لغاية.
وقد طرحت قضية الالتزام بقوة أيضا في مجال الفن الإسلامي بأسلوب آخر وفي اتجاه مغاير. إذ هناك شبه إجماع لدى المهتمين بهذه القضية على كون الفن ليس غاية بل وسيلة لخدمة غايات يحددها السياق الذي ينتج داخله العمل الفني وتتحكم فيها مصادر هذا الإبداع، نصا وإنجازا وتمويلا وترويجا. وهذا ما وجه النقاش نحو قضايا من قبيل تحديد مفهوم الالتزام هل هو قضية مضامين أم أساليب وأشكال ؟ هل الالتزام متعلق بقضية واحدة أم بقضايا متعددة ؟
و إذا كانت هذه المقالة لا تتسع لبسط التحليل فلا أقل من الإشارة إلى بعض الخلاصات:
1 ـ إن العمل الفني في التصور الإسلامي لا يخرج عن كونه، في الأصل، عملا بشريا يتقدم المسلم به بين يدي ربه، فإن خلصت النية وكان العمل صائبا فهذا ضامن لقبوله، وربح صاحبه فضل كونه مفتاحا للخير و داعيا للبر وإلا تحول إلى مجرد تسلية واستهلاك . يقول الأستاذ المرشد عبد السلام ياسين:" ينبغي أن يكون الأدب الإسلامي وسيلة من وسائل التربية، كلمة لها مغزى، تحمل معنى، تبلغ رسالة. لا أداة تسلية وبضاعة استهلاك"1.
2 ـ الفرق كبير بين الالتزام والإلزام. فالأول فعل واعي طوعي نابع من مبادئ الفنان ورغبته في التعبير عن حضوره الفاعل في واقعه والتأثير في مجرى أحداثه. كما أنه يمثل إفصاحا عن إحساس الفنان بمسؤوليته تجاه جمهوره وإدراكه لطبيعتها وحجمها ثم تصرفه تبعا لذلك. أما الإلزام فإكراه وإجبار للفنان على توجيه إبداعه لخدمة قضية قد لا يؤمن بها أو يتفق مع أسلوب معالجتها وهنا حدث ولا حرج عن قهر حرية التعبير وخنق الإبداع وإشاعة الإسفاف.
3 ـ تتنوع القضايا التي يمكن أن تشغل اهتمام الفنان المسلم وتسجل حضورها في إبداعه، من قضايا وجودية تهم الفرد المسلم إلى القضايا العامة للأمة. أعظم قضية وأكثرها إلحاحا على الحضور في الإبداعات الفنية أو التي يجب أن تشكل ما يمكن تسميته بالخلفية المرجعية لكل عمل فني إسلامي، هي قضية ربط الإنسان بربه وتذكيره برسالته في هذه الحياة ومعاده لذا وجب "أن يصمد الأدب الإسلامي إلى المعنى و خبر الموت و نبإ الآخرة يبلغ الإنسان ببلاغ القرآن و لغة القرآن و بيان النبوة وبشارة أن الإنسان مخلوق لغاية، ميت غدا مبعوث محاسب مجازى في يوم لا ريب فيه"3. ثم تأتي القضايا الأخرى لتكمل العقد وتحقق شمولية ديننا الذي يعيش مع الإنسان في كل همومه واهتماماته وفي هذا تندرج القضية الفلسطينية، مرورا بالهموم اليومية والقضايا المعيشة كالفقر والعنف والظلم والاستضعاف...وللفنان حرية ترتيب هذه المواضيع حسب أولوياتها الزمنية أو طبيعة منتظرات الجمهور.. ولا يعني هذا محاصرة العمل الفني و تضييق نطاق الحرية الفنية وإنما التذكير بالأولويات.
فالإبداع الفني عدو لذود للنمطية والإسفاف ولا يقبل حصر مضامينه ضمن قضايا لا يجاوزها ويدور في فلكها دائما فهذا مصدر الرتابة ومدعاة لتفويت الفرصة لخدمة قضايا أخرى. وهذا ما يجعل المبدع مطالبا باستمرار بابتكار أساليب تعبيرية وأشكال جمالية متجددة وقادرة على استثارة اهتمام الجمهور و النفوذ إلى عمقه الوجداني والفكري.
4 ـ يتركز الإبداع في معظمه على الأساليب والأشكال التعبيرية التي يشترط لعدم تعارضها مع ضوابط الشرع الحنيف و مقاصده، مراعاة الذوق الإنساني الفطري السليم واحترام قواعد الأدب والأخلاق. ومع هذا كله يبقى مجال الابتكار شاسعا ومتنوعا و مواكبا لصيرورة الإنسانية عامة.
5 ـ يدخل الإبداع الفني ضمن نطاق جهاد الكلمة إذ هو من أعظم وسائله وأكثرها تنوعا وأقواها تأثيرا "جهاد كلمة في جهاد تربية، مشاركة كلمة وفن وصنعة بلاغية متلطفة وقول بليغ قوي في مشروع تربية متكاملة تحقن مناعة العافية في شرايين أجيال السلامة والإسلام"2. ولقد قدم الإبداع الفني دائما خدمات جليلة للدعوة الإسلامية خاصة في صدر الإسلام حيث كانت الحاجة ماسة للنصرة. وحسبنا ذكرا في هذا المقام جهاد سيدنا حسان بن ثابت رضي الله عنه الذي فتكت أشعاره بأعداء الإسلام كما فعلت سيوف الصحابة الكرام وأبلغ. وقد أخرج أحمد من طريق يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال مر عمر على حسان وهو ينشد الشعر في المسجد فقال أفي مسجد رسول الله تنشد الشعر فقال قد كنت أنشد وفيه من هو خير منك. وفي الصحيحين عن البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لحسان "اهجهم أو هاجهم وجبريل معك". وقال أبو داود حدثنا لؤي عن بن أبي الزناد عن أبيه عن هشام بن عروة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضع لحسان المنبر في المسجد يقوم عليه قائما يهجو الذين كانوا يهجون النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن روح القدس مع حسان ما دام ينافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم".
يتميز الإبداع الفني بقدرته الهائلة على النفوذ إلى العمق الوجداني والفكري للناس بواسطة أساليبه الجمالية التي تمكنه من إيصال مضامينه ومعانيه من دون حواجز. فضلا عن كونه يخاطب جمهورا أكبر عددا وأكثر تنوعا من جمهور الأنماط الخطابية والأساليب الدعوية الأخرى. فهذا أدعى لرعايته وتوجيهه و عدم التضييق عليه وحسن استثماره.

</TD></TR></TABLE>هوامش:

1 ـ الأستاذ عبد السلام ياسين : "المنظومة الوعظية" مطبوعات الآفاق 1996 ص14
2 ـ نفس المرجع ص 11
3 نفس المرجع ص 21


رضوان أعبيدا
عضو فعال
عضو فعال

ذكر
عدد الرسائل : 39
العمر : 52
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

اللغة والذات الحضارية Empty رد: اللغة والذات الحضارية

مُساهمة من طرف رضوان أعبيدا الإثنين مارس 03 2008, 06:03

الشعر في ميزان الإسلام
اللغة والذات الحضارية Vide
اللغة والذات الحضارية Vide
<table cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%" border=0><tr><td colSpan=3>
حين خلق الله تعالى الإنسان فوق الأرض لم يخلقه عبثا دون غاية أو هدف (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ) (1)، بل خلقه لغاية جليلة وهي عبادته عز وجل، لأن هذا الإنسان إلى معاد فحساب ثم جزاء (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ) (2)، وأن هذا الإنسان إن أٍراد الحساب اليسير والجزاء الحسن عليه أن يجد في الصالحات لأن الله تعالى لا يضيع أجر صاحب العمل الصالح (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً) (3).

والله تعالى أنزل ذكره على حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم من أوامر ونواهي وأمره بتبليغه إلى الناس بتدرج حتى يشتد عودهم ويقوى (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) (4)، إذ الناس معادن وقابلية كل فرد وصدقه واستعداده تختلف وتتفاوت بين فرد وفرد.

والإسلام جاء شاملا لجميع مناحي الحياة، موازنا للمطالب بين الروح والجسد، إذ "التوازن سمة بارزة في هذا الكون" (5) والإنسان باعتباره محورا وفاعلا فيه، لا يمكنه أن يخرج عن هذا الناموس الإلهي لذلك فقد اعتنى الإسلام بالإنسان اعتناء كبيرا (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) (6).

فـ "الإنسان في التصور الإسلامي مكرم مفضل عند الله يحمل هذه الكرامة بين جنبيه طالما هو متصل بالله متبع لهداه" (7) وآية ذلك حفظه لمقاصد التشريع التي حصرها الأصوليون والفقهاء في خمسة وهي الدين والنفس والمال والنسل إذ لا ينظر إليه أنه شقان منفصلان "شق أرضي يعمل وشق سماوي يتعبد... ومن تم فليس شيء في كيانه منفصلا، عن بقية الكيان: الروح والعقل والجسم كيان واحد، والعمل والعبادة كيان واحد، والدنيا والآخرة كيان واحد" (Cool.

وقد كان الشعر – وما زال - هو اللون الفني الذي لا يستطيع أحد إنكار تأثيره في النفس والروح والعقل حيث عُرف العرب والمسلمون بشغفهم الكبير به والاستماع إليه وإنشاده في المنتديات والأسواق، ولم يتخل المسلمون في أي حقبة عن الاهتمام والعناية به، بل استمر شغفهم به على مر العصور حتى وقتنا هذا حيث الأمسيات الشعرية الجادة تحشد أعدادا هائلة من الباحثين عن الجمال والمتعة واللذة الفنية.

لقد ذكر مصطلح الشعر والشعراء في القرآن الكريم عدة مرات حيث قال عز وجل: (وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ) (9) وقال تعالى: (وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * أَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ) (10).

أما مصطلح شاعر فقد ذكر في أربعة مواضع وهي قوله تعالى: (بَلْ قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الأَوَّلُونَ) (11) وقوله عز وجل: (وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ) (12) وقوله (أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ) (13) وقوله أيضا: (وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ) (14).

وهذه الآيات التي تنفي الشاعرية عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس فيها انتقاص من قيمة الشعر والشعراء، ولو كان الأمر كذلك لنبه إليه الرسول صلى الله عليه وسلم، إلا أنه ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه سمع الشعر واستحب إنشاده بل كان يأمر بعض صحابته الشعراء بهجاء الكفار والرد عليهم إفحاما لهم ورفعا لمعنويات المسلمين.

قال صلى الله عليه وسلم مشجعا سيدنا حسان بن ثابت: "أهجهم وجبريل معك" (15)، وقد نافح الصحابي الشاعر حسان عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الدعوة الإسلامية حتى لقب بشاعر الرسول. وهناك شعراء آخرون اشتهروا بهجاء المشركين والدفاع عن الإسلام بالإضافة إلى حسان بن ثابت منهم عبد الله بن رواحة وكعب بن مالك، فكان الرسول صلى الله عليه وسلم يفتخر بهم وقد قال فيهم: "هؤلاء النفر أشد على قريش من نضح النبل" (16). فالشعر كما كان له في العصر الجاهلي دور الدفاع عن القبيلة والتحدث بلسانها وتسجيل مفاخرها وأمجادها وأيامها أصبح في ظل الإسلام له رسالة يبلغها ويزيل الشوائب من طريقها ويحفز الناس على التمسك بها.

وإذا كانت الآيات السالفة الذكر لا يستشف منها لا الحرمة ولا الكراهة ولا من موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن هناك مجالات نهى الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم عن الخوض فيها انسجاما مع تعاليم رسالته السامية التي جاءت لإخراج الناس من ظلام الجاهلية إلى نور الإسلام، مثل الشعر الذي يطعن في الأحساب والأنساب والغزل الفاحش والشعر الذي يوقد نار التعصب القبلي. كما أن هناك أحاديث نبوية نهى فيها الرسول صلى الله عليه وسلم أن يغلب الاهتمام بالشعر وحفظه وإنشاده على الأمور الأخرى ذات الأولوية، مثل تلاوة القرآن والقيام بالطاعات خصوصا وأن تلك الفترة كان الدين الإسلامي في بدايته فخيف انشغال الناس بالشعر عن غيره من الأمور الجسام، قال عليه الصلاة والسلام في هذا الباب: "لأن يمتلئ جوف أحكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا" (17). قال العيني "امتلاء الجوف بالشعر كناية عن كثرة الاشتغال به حتى يكون وقته مستغرقا به فلا يتفرغ لذكر الله عز وجل ولا لقراءة القرآن وتحصيل العلم" (18).

كما نبه الرسول صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت إلى النسب القرشي المشترك بينه وبين المشركين ليحرص على جعل الرد عليهم دفاعا عن الإسلام وليس انسياقا مع تيار الهجاء المولد للتعصب، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: استأذن حسان بن ثابت رسول الله صلى الله عليه وسلم في هجاء المشركين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فكيف بنسبي؟ فقال حسان: لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين" (19).

ولم يَحِدِ الصحابة ولا الخلفاء الراشدين عن موقف رسول الله من الشعر، فقد سجن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه الشاعر الحطيئة لما أقذع في هجاء الزربقان بن بدر، وسجن سيدنا عثمان بن عفان عبد بني حسحاس لهجائه لجماعة وتعيير أمهم بالكلب، حيث قال له قولته المشهورة "أما والله لو كنت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنزل الله فيك قرآنا".

واستمرت عناية المسلمين بالشعر على مر السنين، وظل يحتفظ بالقيمة العليا التي حظي بها قبل، سواء من طرف العلماء أو الأمراء أو عامة الناس، حتى في العصر الذي عُرِف بعصر الانحطاط إذ ظلت العناية والرعاية بالشعر حاضرة ومستمرة فـ"الظاهرة البارزة الأولى في تاريخ الأدب العربي عامة – والعصر المملوكي والعثماني خاصة – أن موكب الشعر لم يتوقف أو ينقطع على الرغم من تغير الأوضاع السياسية، وتبدل الأحوال الاجتماعية وتباين الأجواء الفكرية والثقافية بين شتى الأمصار ومختلف العصور، ولقد احتفظ الشعر بمكانته التقليدية من العناية والرعاية، وظل الناس يتداولونه، ويتذكرونه، ويتسامرون به، ويحفظونه على ظهر قلب. ولا غرو في هذا فهو تراث العرب الثقافي الخالد وهو هالة السحر والجلال التي تحف بالشاعر العربي" (20).

الهوامش:
(1) المؤمنون: 115
(2) الذاريات: 56 و57
(3) الكهف: 30
(4) المائدة: 67
(5) منهج الفن الإسلامي – محمد قطب: ص 41
(6) الإسراء: 70
(7) منهج الفن الإسلامي – محمد قطب: ص 39
(Cool منهج الفن الإسلامي – محمد قطب: ص 40
(9) يس: 69
(10) الشعراء: من 224 إلى 227
(11) الأنبياء: 5
(12) الصافات: 36
(13) الطور: 30
(14) الحاقة: 41
(15) صحيح البخاري شرح العيني ج 22
(16) شرح العيني لصحيح البخاري: ص 181، ج 22
(17) شرح العيني لصحيح البخاري: ص 188، ج 22
(18) مفهوم الشعر والغناء من منظور إسلامي – عبد السلام الجيلاري: ص 63
(19) صحيح البخاري – كتاب الأدب: المجلد الرابع
(20) مطالعات في الشعر المملوكي – بكري شيخ أمين

</TD></TR>
<tr><td colSpan=3> </TD></TR></TABLE>

رضوان أعبيدا
عضو فعال
عضو فعال

ذكر
عدد الرسائل : 39
العمر : 52
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى