أسرة التعليم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بمناسبة الدخول المدرسي الجديد

اذهب الى الأسفل

بمناسبة الدخول المدرسي الجديد Empty بمناسبة الدخول المدرسي الجديد

مُساهمة من طرف المدير الإثنين سبتمبر 03 2007, 10:58

دخول المدرسة

يؤدي دخول الأطفال المدرسة إلى مجابهة زخم جديد من التحديات والفرص على السواء وعلى الصغار قبل كل شيء التخلي عن الكثير من اتكاليتهم السابقة على الأهل وعلى محيط الأسرة . إذ تفرض الحياة الجديدة عليهم أن يقضوا ساعات طويلة وعديدة من كل أسبوع في محيط جديد يديره أشخاص غرباء ويشغله أطفال غير مألوفين .

ولا يلاقي الناشئ في وضعه الجديد التقبل النفسي المطلق الذي اعتاده في البيت فهو الآن في وسط جديد تلغى منه الأوضاع الثابتة والاحترام الذي اكتسبه من أسرته وأطفال جواره وعليه أن يبدأ صفحة جديدة نظيفة , وكما هو معروف يحكم على الأطفال في المدرسة على أساس حسناتهم وسيئاتهم كتلاميذ وزملاء على مقعد وفي ملعب , وطريقة الحكم على الصغار والاستجابة لهم تؤثر تأثيراً حاسماً في اتجاهاتهم من المدرسة وفي تكون ميلهم للعمل والدأب وإحساسهم بالرفعة أو القصور .
الاتجاهات نحو المدرسة :
يتطلع العديد من الأطفال بكثير من الشغف لبداية افتتاح المدرسة لأنها تمدهم بشعور بالأهمية والنضج وتكون فرصة لتعلم أشياء كثيرة أو لصنعها
إنهم الآن قادرون على ( أن يكبروا ) وعلى أن يمشوا إلى المدرسة أو يركبوا الحافلة المدرسية مع الأولاد الكبار أو يشتركوا في الفعاليات العديدة التي سمعوا عنها من أشقائهم الكبار أو من أطفال جيرانهم وعلى الرغم من التشكي اللفظي للصغار من المدرسة والمتمثل بعبارة ( هل علي أن اذهب اليوم ) ومن فرحهم بحلول العطلة الصيفية فإن أغلبهم يتطلعون بشوق لحلول العام الدراسي الجديد ويعتزون بترفيعهم إلى الصفوف العليا ويسعدون لتقدمهم في صفوف ومواد درسية جديدة .
لا بد من الإشارة إلى أن هناك استثناءات هامة للاتجاهات الإيجابية العامة نحو المدرسة . فمفرطو الاتكالية من الأطفال غالباً ما يخافون من مجرد التفكير بالذهاب إلى المدرسة لأنهم يجزعون من الانفصال عن والديهم . وهذه المخاوف المفرطة تشكل نمواً شاذاً في الطفولة المتوسطة وتسمى بـ ( رهاب ) المدرسة ; وقد أشار الأطفال الفقراء الذين يعيشون في الأحزمة الفقيرة من المدن الكبيرة إلى أن لديهم سبباً معقولاً لعد المدرسة وسطاً معادياً لا يستطيع أن يقدم لهم أي شيء إيجابي .
إلا أن أغلبية الأطفال يتلهفون للمدرسة لأنها تلعب دوراً أساسيا في نموهم الاجتماعي والذهني ففيها يتعلمون المهارات الأساسية من القراءة والكتابة والحساب وفيها يتفهمون محيطهم وبيئتهم الاجتماعية ويقيمون علاقات اجتماعية مع أعداد كبيرة من الراشدين والأقران توفر المدرسة للصغار إذاً مجالاً للتعلم والإحساس بالقدرة على العمل ومقابلة الناس الجدد والتسلية , ويتوقف استمرار تلهف الأولاد للمدرسة على نوع المدرسة التي ينتمون إليها وعلى موقف الوالدين من عملية التربية
تأثير المدرسة :
لا شك أن حجم المدرسة وسياستها التربوية يؤديان دوراً حاسماً في تشكيل اتجاهات الأولاد منها , والمعروف أن حجم المدرسة يحدد عدد الظروف التي تمنح للتلاميذ إذ يتوقف حظ التلميذ في الاشتراك بأية مهمة أو الإجابة عن أي سؤال على عدد أقرانه في الصف
وقد وجد ( باركر ) وزميله أن التلاميذ في المدارس الصغيرة أميل من أقرانهم في المدارس الكبيرة لأن يشاركوا أقرانهم في الفعاليات ولأن تستغرقهم الأوضاع القيادية والوظيفية .
وتبين للباحثين أيضاً أن لتلاميذ المدارس الصغيرة مشاعر إيجابية بصدد الإحساس بالكفاءة وبصدد كونهم مقدرين من أقرانهم وبمساهمتهم في الجهود الهامة للفئة .إلا أن أثر حجم المدرسة أكثر تعقيداً من ذلك في الواقع فالأولاد يختلفون في الاستجابة لحجم المدرسة ويستطيع الموهوبون منهم في العادة أن يجدوا لأنفسهم مكاناً في المدرسة بصرف النظر عن حجمها .
والأطفال الكسالى وحدهم سواء أكانوا محدودي الموهبة أم متوسطيها هم الذين يميلون للانغلاق بوجه الإغناء والفعاليات المتعددة في المدرسة الكبيرة , أما في المدارس الصغيرة نسبياً فإن الأولاد الهامشيين يميلون للاستغراق في الفعاليات المدرسية بدرجة تقترب من درجة أقرانهم القادرين .
ثم أن فرص الإسهام في الصف والفعاليات الأخرى تكتسب معانيها فقط في إطار ما تستطيع أن تقدمه . غذ تعجز المدارس الصغيرة عن تقديم الفن والموسيقى والتربية البدنية ومكتبة محترمة لتلاميذها , ولا شك أن المدارس التي تعوزها أساليب التعليم المعاصرة ومرافق التسلية الملائمة قد لا تولد في تلاميذها اللهفة وذلك بصرف النظر عن عدد التلاميذ فيها .
والعامل الأكثر حسماً وتأثيراً بمشاعر الأولاد نحو المدرسة إنما هو السياسة التربوية المتبعة فيها , فتخطيط البرامج وطرق التعليم التي تجعل التعلم مغامرة حية مثيرة زاخرة بالمعنى إنما تدغدغ الفضول والاهتمام خلافاً للتعليم الذي يتصف بالرقابة المتشددة والبعد عما يجري في العالم فإنه يطمس لهفة الأولاد للمدرسة , ويصف ( سلبرمن ) في كتابه ( أزمة في الصف )
تلك الحال ويعتقد أن الكثير من المدارس الابتدائية يتجه صوب ( التربية المخنثة ) التي تؤكد على النظام والانضباط والخضوع ولا تعير للاعتماد الذاتي والحساسية والفضول الذهني وتربية القيم وكنتيجة لذلك فإن أعداداً كبيرة من الصغار يغدون في المدرسة ضجرين قلقين ويخفقون في تحقيق إمكاناتهم الشخصية والذهنية .
ومن الأمثلة الأساسية لفقر السياسة التربوية استخدام مواد للقراءة لا تثير الاهتمام ولا ترتبط بالحياة التي يألفها الصغار ,فالكثير من الكتب يمثل عالماً غير حقيقي يتصف كل إنسان فيه بالطيبة ويتمتع بالسعادة الأبدية , وهو عالم يخلو من الفقر والجوع والحرمان والعنف والخيانة والتعصب والبطالة وقد أوضحت دراستان هامتان الفروق التي تلقيها التغيرات في قراءة الأطفال.
قام وبرغ وتروست بمقارنة مادة القراءة التي كانت تعطى لفئة من أبناء الصف الأول بالكتب التي اختارها هؤلاء من المكتبة ; فوجد الباحثان أن ما فرض على الصغار قراءته أكد الموضوعات التقليدية التي تصور الحياة نعيماً دائماً , أما الكتب التي اختارها الصغار من المكتبة فشملت أساطير شعبية تصور الخير والشر في الناس وقصصاً واقعية تصور الحياة بأفراحها وآلامها .

وتروي مينوشين بهذا الصدد أن كثيراً من الأولاد اللامعين في واحدة من المدارس الحديثة كانوا قاصرين وعاجزين عن الدراسة المجدية والعمل بمستوى قابلياتهم . وكان يمكن لهؤلاء بسبب نمط شخصياتهم أن ينتجوا في صف تقليدي تديره معلمة تسلطية . وبرأي مينوشين يتوقف اتجاه الأولاد من المدرسة ومدى تحقيقهم لإمكاناتهم المدرسية على مميزات المدرسة التي يلتحقون بها ومدى ملاءمة تلك المميزات لحاجاتهم الفردية واهتماماتهم الخاصة , فليس هناك وسط تربوي سيء أو جيد للأولاد كلهم .
إلا أن دراسة مينوشين لا تكفي وحدها لتحديد فاعلية الاتجاه الحديث في التربية . ولا بد من ملاحظة أن التربية الحديثة لا تهمل مسألة الفروق الفردية التي تشير إليها ( المربية المذكورة ) بل هي على العكس تعد مبدأ تفريد التعليم واحداً من أهم مبادئها , إضافة إلى ذلك تؤكد التربية الحديثة على ضرورة تنمية الاتجاهات الثابتة لدى التلاميذ بهدف إعدادهم للحياة الاجتماعية بدرجة لا تقل عن التربية التقليدية .
أثر الوالدين :
يتقمص الأولاد مشاعر والديهم من المدرسة ومن التربية ,فالأهل الذين يقدرون الظاهرة التربوية ويحترمون جهود معلمي أولادهم إنما يشجعون إقامة اتجاهات إيجابية نحو المدرسة في أولادهم , أما الوالد الذي يقلل من أهمية المعلم فإنه يعمل على إقامة اتجاهات سلبية من المدرسة في ابنه . وبالمثل فإن الوالد الذي يقول بأهمية التربية ولا يبدي اهتماماً موازياً بالقراءة أو الحوار فإنه يثبط ابنه عن أن يكون اهتماماً إيجابياً بالمدرسة , سبق أن أشرنا من قبل إلى ميل الولد لفعل ما يفعله الوالد وليس لفعل ما يقوله الوالد . وقد أبانت ( غراندال ) باستخدامها وقائع من درسات طولانية مكثفة حول نمو الطفل أجراها معهد فيلز بعض العلاقات الواضحة بين مشاعر الوالد نحو التعليم والمدرسة .
عموماً وبين استجابته للتجربة التربوية لأبنائه فيزداد تقدير الوالد للتحصيل العلمي لابنه ويزداد ميله لمشاركة ابنه فعالياته الذهنية بازدياد القيمة التي يضعها الوالد لتحصيله العلمي والثقافي الخاص . والطريف أن يكون الوالدان أميل للدفاع عن أهمية التعليم لبناتهم منهم للدفاع عنه بالنسبة لأبنائهم خلال المدرسة الابتدائية إلا أن هؤلاء الأهل أنفسهم معايير تربوية لأبنائهم ارفع من نظيرتها لبناتهم , مال الأهل الذين يعتقدون بأهمية التعليم عموماً لأن يتوقعوا تحصيلاً مدرسياً لبناتهم أرفع من نظيره لدى أبنائهم إلا أنهم كانوا أميل لتقبل إخفاق بناتهم من تقبلهم إخفاق أبنائهم .
وترجع ( غراندال ) تلك الفروق إلى القوالب والمفاهيم الاجتماعية السائدة بصدد الجنس . إذ لا يتوقع للصبيان طبقاً لتلك القوالب الاجتماعية أن يستغرقوا كلياً في دراستهم على حساب فعالياتهم الذكرية وذلك كيلا ينقلبوا مخنثين أو ديدان كتب بينما يعد من الضروري أن تتمتع البنت بالمدرسة لأن العمل المدرسي فعالية طبيعية ملائمة للبنت في تلك السن المبكرة . وتؤكد التوقعات التقليدية للجنسين أن النجاح في المدرسة في المدى الطويل أكثر أهمية للصبيان منه للبنات ذلك لأن الصبيان هم المؤهلون للعمل وكسب الرزق لهذا السبب يولي الأهل أهمية كبيرة لتعليم بناتهم على حين يقلقون أشد القلق بصدد إخفاق أبنائهم في المدرسة والانتماء الطبقي للوالدين يؤثر تأثيراً كبيراً في اتجاهات الأولاد نحو المدرسة .
فالوالدون من الطبقتين الوسطى والعليا يميلون إلى عد المدرسة سبيلاً للأعداد للحياة اجتماعياً ونفسياً ومهنياً ويتحدث هؤلاء عادة بصورة إيجابية عن المدرسة وما تقدمه من فوائد كما يتتبعون نشاط أبنائهم فيها . ويقدرون دلالة ما يتعلمونه ويناقشونهم فيه من أجل تعزيز نجاحم المدرسي , أما الوالدون من الطبقة الدنيا فيبدون قدراً ضئيلاً من الاهتمام بالتربية المدرسية وقد يعدون المدرسة معهداً غريباً معادياً ويتصورون التحاق أبنائهم بها ضرباً من الخضوع للقانون أو في أحسن الأحوال طريقاً للحصول على مهنة تدر مالاً وخيراً ولا يميل أهل الطبقة الدنيا شأن أهل الطبقتين المتوسطة والعليا لمناقشة الفعاليات المدرسية مع أولادهم أو لفهم ما يدرس الصغار ومساعدتهم فيه أو لمدح نجاحهم في الصف . ونتيجة لذلك تكون مشاعر أبناء الطبقة الدنيا نحو المدرسة أقل إيجابية من نظيرتها لدى أبناء الطبقتين المتوسطة والعليا .
لا بد من جهة ثانية أن نكون حذرين من التعميم بصدد الفروق الطبقية وأثرها في التعليم المدرسي , ففي المحل الأول يمكن للمدرسة أن تكون وسطاً معادياً لبعض الطبقات الدنيا أو لبعض الأحياء المحرومة وذلك بصرف النظر عن اتجاهات الأهل من المدرة . وثمة سبب معقول للاعتقاد بأن وسم الأطفال بالمحرومين اجتماعياً قد يقود المعلمين لأن يتوقعوا القليل من هؤلاء الأولاد الأمر الذي يجعل الاهتمام والتشجيع والدعم الذي يلقونه من هؤلاء المعلمين أقل من نظيره الذي يلقاه أبناء الطبقتين المتوسطة والعليا . وقد وجد رتشر في دراسة ممتعة لتلك الظاهرة أن أبناء الطبقة الدنيا كان لهم في المدرسة التقليدية نصيب أقل من نصيب أقرانهم من الطبقتين المتوسطة والعليا في التفاعل مع العلم وفي ممارسة النشاطات التعليمية المختلفة وذلك خلافاً لحظوظهم في تلك الأمور نفسها في المدرسة الحديثة الأمر الذي يحسن أداءهم بشكل ملحوظ في المدرسة الحديثة.
ثم أن الأهل في أية طبقة اجتماعية قد يختلفون بعمق ويعبرون عن اتجاهات جد متباعدة نحو أولادهم , فقد وجد غرينبرغ ودافيدسون الكثير من الفروق بين الأهل من الطبقة لدنيا السود والبيض على السواء بصدد التعليم المدرسي . وكان أهل الأولاد الناجحين أكثر اهتماماً من أهل الأولاد غير الناجحين بتربية الولد وأكثر إلماماً بنظام المدرسة وميلاً لأن يضم بيتهم كتباً وحاجات للعمل المدرسي . والنتيجة المحققة هي أن اتجاهات الوالدين الإيجابية من المدرسة تترابط بصورة دالة تماماً مع تحصيل الأولاد في المدرسة بغض النظر عن الانتماء الطبقي ثم أن الأثر الذي يتركه الأقرباء وغيرهم من مناصري التعليم المدرسي يساعد في تكوين مشاعر إيجابية من المدرسة بصرف النظر عن اتجاهات الوالدين والمعلم . ومن يخفق في تقرير تلك الإمكانيات يفترض خطأ أن تلاميذه من الطبقة الدنيا معرضون أكثر من سواهم للفشل الدراسي وهذا التوقع السلبي سيزيد من بؤس أبناء الطبقة الدنيا البؤساء .
الإحساس بالكفاءة والقصور :
يدأب أطفال مرحلة ما قبل المدرسة لاكتساب المهارات الحركية والاجتماعية التي يحتاجونها للتكيف مع العالم من حولهم . ويتابع الأطفال في مرحلة الطفولة المتوسطة جهادهم من أجل التكيف الاجتماعي فتقوى حوافزهم لتحصيل أهداف مستقبلية خاصة ويشتد اهتمامهم بالتنافس مع أقرانهم كما ينمو إحساسهم بالكفاءة بصدد المهارات المكتسبة واللازمة للكفاح وذلك نتيجة لزيادة تأهيل الناشئ واستقلاليته ونضجه المعرفي .
يتحدث أريكسون ( 1963 ) عن سنوات المدرسة الابتدائية بعدها الفترة التي يكون فيها الصغار إحساسهم بالكفاءة والعمل المنتج أو بالقصور , يرى الباحث أن إحساس الصغار بالكفاءة يتوقف على مدى تعزيز دوافعهم للتحصيل وتنافسهم ونشاطهم , يكون الإحساس بالكفاءة بهذا المعنى ضرباً من شعور الناس بقدرتهم على مجابهة التحديات التي تعترضهم في العالم من حولهم . ولاشك أن الأهل يستطيعون أن يلعبوا دوراً فعالاً وهاماً في تنمية إحساس ولدهم بالكفاءة أو القصور , فالأهل الذين يعلمون أبناءهم الصيد والسباحة والطبخ والخياطة واستخدام الأدوات وغيرها من المهام بضرب من الصبر والأناة والإعجاب إنما يعملون في الوقت نفسه على تقوية إحساس أولادهم بالكفاءة . ويحل الإحساس بالقصور محل الإحساس بالكفاءة إن قلل الأهل من جهود أولادهم وسخروا منهم لممارسة الفعاليات المذكورة .ولا شك أن التربية المدرسية تؤدي دوراً حاسماً في تنمية إحساس الأولاد بالكفاءة أو القصور , ففي المدرسة تتحدد قابليات الولد بالمقارنة مع قابليات أقرانه في الصف أو الملعب . ويمكن للتجربة التربوية الإيجابية في المدرسة أن تصحح التجربة التربوية السلبية في البيت كما يمكن للتجربة المدرسية السلبية أن تلغي التجربة المنزلية الإيجابية فينقلب الطفل من الإحساس بالكفاءة والرغبة في العمل إلى الإحساس بالعجز والقصور .

أثر المعلــم :
يتمتع المعلم بموقع فريد يمكنه من تقوية دافع التحصيل والتنافس السليم ومشاعر الكفاءة لدى صغاره وذلك بتشجيعهم وتعزيز جهودهم وإثارة اهتماماتهم بالتعلم 0 ويستطيع المعلم الملتزم مساعدة تلاميذه على اكتشاف قابلياتهم والتخفيف من إحساس العجز والقصور الذي يعانيه متخلفوهم
ثم أن المعلم المهمل نفسه يعد نموذجاً لتلاميذه يقلدونه في تعاملهم يعضهم مع بعض فيميل التلاميذ الذين يلاحظون معلمهم يمدح زميلهم أو يشجعه لأن يعاملوا ذلك الطفل بالأسلوب نفسه معززين بذلك إحساسه بالكفاءة أما الأطفال الذين يسخر منهم معلمهم ويحقرهم فهم أميل لأن يتبعوا الطريقة نفسها مع الأقران .
وتؤكد دراسات متعددة أن بمقدور سلوك المعلم أن يؤثر في الاتجاهات المدرسية للأولاد وبتحصيلهم المدرسي فتعمل زيادة مديح المعلم لتلاميذه أو إعطائهم نقطاً مرتفعة لعملهم المدرسي على جعلهم ينجحون في المدرسة وعلى تشديد الدأب لديهم والتصميم على النجاح
وبالعكس فإن انعدام المديح وانخفاض النقط المدرسية تجر الصغار إلى خفض توقعاتهم من أنفسهم وتحد من نشاطهم المدرسي .ولا بد من التأكيد بأن تلك الملاحظات ليست سوى تعميمات فقط
إذ يمكن لبعض الصغار بسبب نمطهم الشخصي الفريد أن يندفعوا لتحسين أوضاعهم بوساطة النقد الشديد وإيجاد الأخطاء بدلاً من المديح والاعتراف بالنجاح . وعلى العموم يتوقع للتلاميذ أن يبدوا اتجاهات إيجابية نحو ذواتهم وأن يتحسنوا في المدرسة عندما تتخذ اتجاهات معلميهم منهم صيغتها الإيجابية .
وليس ثمة شك في أن المعلمين يكونون اتجاهات مختلفة حقاً من تلاميذهم في الصف . وقد استطاع ( سلبرمن ) أن يتعرف على أربعة من تلك الاتجاهات بمجرد طرحه عدداً محدوداً من الأسئلة الموجزة على المعلمين حول تلاميذهم . وهذه الاتجاهات هي التعلق واللامبالاة والاهتمام والرفض وقد أمكن تحديدها بأسئلة كالتالي :

1- التعلق :
من التلميذ الذي قد ترغب في إبقائه سنة أخرى لمجرد الإبقاء ؟

2- اللامبالاة :
إن فاجأك أحد الأهل في الاجتماع من التلميذ الذي تكون على أقل استعداد للتحدث عنه ؟

3- الاهتمام :
إن كنت تستطيع تكريس انتباهك لتلميذ يهمك كثيراً فمن تختار ؟

4- الرفض :
إذا كان لا بد من إنقاص عدد التلاميذ في الصف فمن تبعد من التلاميذ عنه ؟ وجد (سلبرمن )
وآخرون أن تلك الاتجاهات ترتبط ببعض أنماط تفاعل المعلم بالتلميذ في الصف وعلى الرغم من أن اتجاهات المعلم تخضع للطريقة التي يعمل وفقها التلاميذ في الصف
فإنها بدورها تستطيع أن تؤثر في تكوين اتجاهات التلاميذ من المدرسة وقد وجد مثلاً أن بعض إجراءات المعلم تثبط همة التلميذ ومن تلك الإجراءات تكرر سؤال التلميذ ومنحه وقتاً قصيراً للإجابة وتقبل العمل الضعيف ومدحه وعدم إعارة الأهمية لما يفعله التلميذ ودفع التلميذ للجلوس في الزاوية الخلفية للصف .


منقول
المدير
المدير
المدير العام

ذكر
عدد الرسائل : 513
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 28/02/2007

https://ousrattalim.jeun.fr

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى