أسرة التعليم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تعليم المرأة في الاسلام

اذهب الى الأسفل

تعليم المرأة في الاسلام Empty تعليم المرأة في الاسلام

مُساهمة من طرف المدير الخميس مارس 15 2007, 10:57




تعليم المرأة في الاسلام

يموه بعض المغرضين ويزعم بعض الجاهلين أن الإسلام لا يشجع على تعليم المرأة، وأنه يفضل أنه تبقى جاهلة أو أقرب إلى الجهل.

وهذا
محض افتراء ظاهر على الإسلام، فما من دين ولا مذهب في الحياة دفع الإنسان
إلى العلم كما دفعه إليه الإسلام، إنه دفع الإنسان كلِّ الإنسان بشطريه
الذكر و الأنثى إلى مجالات العلم المختلفة، وإلى ميادين المعرفة والبحث عن
الحقائق، بكل قوة، إعلانًا منه أن الطريق الصحيح إلى معرفة الله والإيمان
به، والاستسلام لشرائعه إنما هو طريق العلم.

أليس في الآيات التي بدأ الله بها الوحي لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم إعلان قوي لهذه الحقيقة؟

إن أول ما بدئ به من الوحي قول الله تعالى لرسوله محمد في سورة العلق:

(اقْرَأْ
بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ *
اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ
الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)[العلق:1-5].

إنه لأمر بالقراءة باسم
الرب الخالق، الذي خلق الإنسان كل الإنسان بشطريه الذكر والأنثى من علق ،
وفي هذا إشارة إلى أن المخلوقات هي مجالات المعرفة التي تأخذ بيد الإنسان
إلى معرفة الله، والبحث فيما خلق الله هو السبيل الأقرب والأقوم لطلاب
المعرفة ومتتبعي الحقائق، أين كانوا وفي أي منهج علمي سلكوا.

وهذه
الدعوة التي دعا الله بها الإنسان إلى العلم، منذ اللحظات الأولى التي بدأ
بها إنزال تعاليم الإسلام، أكبر برهان يدل على التسوية التامة بين شطري
الإنسان الذكر والأنثى، في ميدان دعوتهما إلى العلم والمعرفة، والتأمل
فيما خلق الله، والدعوة إلى استخدام الوسيلتين المترابطتين ببعضهما، وهما
القراءة والكتابة.

ولما كان العلم هو الطريق إلى معرفة الله
والإيمان به، والطريق إلى معرفة الأحكام الدينية التي يكلفها الإنسان
ذكرًا كان أو أنثى، كان من المتحتم على كل مسلم ومسلمة أن يتعلم ما يهديه
إلى هذه الأمور المسؤول عنها مسؤولية شخصية أمام الله.

فالإنسان كل
الإنسان ذكره وأنثاه مبتلىً في هذه الحياة الدنيا، ومسؤول عن تصرفاته
الإدارية كلها مسؤولية تامة، مادام متمتعًا بأهلية التكليف، وهي العقل
والإرادة والاستطاعة.

وقد حرص الإسلام كل الحرص على تعليم المرأة
ما تكون به عنصر صلاح وإصلاح، في مجتمع إسلامي متطور إلى الكمال، متقدم
إلى القوة والمجد، آمن مطمئن سعيد.

ولتحقيق هذا الهدف حرص على
اشتراكها في المجامع الإسلامية العامة الكبرى منها والصغرى، فرغب بأن تحضر
صلاة الجماعة، وأن تشهد صلاة الجمعة وخطبتها، وأن تشهد صلاة العيد وخطبتها
وإن كانت في حالة العذر المانع لها من أداة الصلاة، وأمرها بالحج والعمرة،
وحثها على حضور مجال العلم، وخاطب الله النساء بمثل ما خاطب به الرجال،
وجعلهنَّ مندرجات في عموم خطاب الرجال في معظم الأحوال، حرصًا على تعليمهن
وتثقيفهنَّ وتعريفهنَّ أمور دينهنَّ، ومشاركتهنَّ في القضايا العامة
للمسلمين.

ونظرة إلى واقع الحياة تبدي لنا أهمية صلاح المرأة علمًا
وخلقًا وسلوكًا داخل أسرتها، ثم في المجتمع الكبير، فبمقدار صلاح المرأة
في الأسرة سيكون غالبًا صلاح النشء ، والذرية فيها ، وبمقدار فسادها يكون
غالبًا فسادهم.

يضاف إلى ذلك ما لها من تأثير بالغ على الرجل،
زوجًا كان أو أبًا أو أخًا ، وأهمية صلاح المرأة لصلاح الأسرة أكثر من
أهمية صلاح الرجل لصلاحها ؛ لأن المرأة تستطيع أن تكون ذات أثر فعال مرشد
أو مفسد، في تكوين أخلاق الأطفال الصغار وطبائعهم وعاداتهم أكثر من الرجل
بكثير.

ولما كان للمرأة كل هذا الأثر في تربية الطفولة داخل أسرتها
أو خارجها، كان لابد من العناية بتكوينها تكوينًا راقيًا، والعمل على
جعلها قدوة صالحة وأسوة حسنة، وذلك لا يتم إلا بتعليمها ما تكون به
المربية الفاضلة، وتربيتها تربية إسلامية حسنة، والاستفادة مما وهبها الله
من عاطفة رقيقة، لملء قلبها ونفسها بالإيمان والخير، حتى تغذي بهما الجيل
الذي تتولى تنشئته وتربيته.

يروي البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري
قال: "جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله!
ذهب الرجال بحديثك، فاجعل لنا من نفسك يومًا نأتيك فيه، تعلمنا مما علمك
الله. قال: اجتمعن يوم كذا وكذا، فاجتمعن، فأتاهنَّ النبي صلى الله عليه
وسلم، فعلمهنَّ مما علمه الله. ثم قال: "ما منكن من امرأة تقدم ثلاثة من
الولد إلا كانوا لها حجابًا من النار، قالت امرأة: واثنين؟ فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: واثنين".

فهذه امرأة من الصحابيات تأتي الرسول
صلوات الله عليه بجرأة أدبية مشكورة وتخاطبه برباطة جأشٍ فتقول له: يا
رسول الله! ذهب الرجال بحديثك فاجعل لنا من نفسك يومًا نأتيك فيه تعلمنا
مما علمك الله.


ان العلم الصحيح هو الوسيلة الأولى التي لا بد منها لإصلاح كل مجتمع، رجاله ونسائه، كباره وصغاره.




وعلى هذا
المستوى الرفيع كانت سياسة الإسلام التعليمية للنساء، فهل بعد تبيان هذه
الحقائق كلام يضلل به أعداء الإسلام الناس في موضوع تعليم المرأة، إذ
يحاولون أن يصوروا الإسلام بغير صورته الحقيقة؟ وهل بعد هذه التسوية
التامة بين الرجال والنساء في طريقي العلم والعمل يظل رغاء المشوهين لصورة
الإسلام الرائعة يؤذي الأسماع بما تنفر منه الطباع؟
المدير
المدير
المدير العام

ذكر
عدد الرسائل : 513
العمر : 53
تاريخ التسجيل : 28/02/2007

https://ousrattalim.jeun.fr

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى