التعليم في الدول العربية بين التحجر والطموح
صفحة 1 من اصل 1
التعليم في الدول العربية بين التحجر والطموح
التعليم في الدول العربية بين التحجر والطموح
تسعي الدول العربية جاهدة إلي خلق نظم تعليمية متطورة تعبر عن طموحات مواطنيها وآمال أبنائها. إلا أن المتأمل في واقع التعليم العربي يكتشف حقيقة مرة مفادها أن معظم السياسات التعليمية والبرامج التربوية قد تعثرت في تحقيق أحلام وتطلعات شعوب المنطقة. بل يمكن القول أن مؤسساتنا التربوية العربية لا تصنع عقولا تنتج بقدر ما هي تصنع عقولا لا تحسن إلا اللهث والركض وراء ما تبدعه وتبيعه الأدمغة الغربية أو أشباه عقول تمت هندستها وفقا لأهداف غريبة مرسومة مسبقا لا تخدم إلا أغراض داسيها.
الفشل ذريع والمستقبل غير واضح حيث أن الفكر العربي كمادة خام لازال جامدا راكدا غير مستغل بطريقة مجدية لميل الساهرين والمتآمرين عليه إلي التلقين والتنظير والتسييس دون إعطاء قيمة وأولوية للجانب التطبيقي أو لعدم وعي ودراية بعض صانعي القرار بأولوية التعليم ودوره الإستراتيجي في صنع غد أفضل لشعوب ضاعت آمالها وتبخرت أحلامها.
وما يجعل الأمور أكثر سوءا وسوادا هو غياب التنسيق بين وزارات التربية في الدول العربية حيث تختلف السياسات التربوية والتعليمية وتتعدّد النظم والمناهج المعتمدة بتعدد الأنظمة والمصالح، مما يعزل كلّ دولة عربية عن شقيقاتها عزلاً يكاد يكون كاملاً وشاملا، وفي ذلك إضعافٌ، بل تقزيم للروابط الثقافية والمعرفية بين هذه الدول، وتقليلٌ لفرص الاستفادة المتبادلة من الخبرات والقدرات البشرية المتاحة رغم ضخامتها ووفرتها لتطوير التعليم وتجويده في إطار الجوامع الفكرية والحضارية. كما أن عدم مواكبة كثير من مناهج التعليم لتطورات العصر وتقنياته، وتخلّفها أو عدم قدرتها علي مجاراة التطورات التي يشهدها الحقل التعليمي علي الصعيد الدولي يعمّق من الهوة الفاصلة بين التعليم في الوطن العربي والتعليم في العالم المعاصر. أضف إلي ذلك فغياب أو تجاهل الدراسات والبحوث العلمية الميدانية وضعف مستوي التكوين وعدم توفر بيئة مدرسية محفزة علي الإبداع والمركزية المفرطة في التسيير وسوء التصرف في الموارد البشرية كلها عوامل ساهمت وما زالت في فشل العملية التربوية وتواضع مخرجات مؤسساتنا التعليمية. بل إن عدم منهجية محاولات الإصلاح وتسييسها الشديد خدمة لأغراض غير واضحة قد أدت إلي الحد من حرية المبادرة والتصرف والتفكير في استنباط الحلول للمشكلات القائمة.
أمُِا الأمر الأكثر خطورة من حيث تأثيره علينا كأمة تطمح إلي تجاوز نقاط ضعفها وتتوق إلي الحصول علي مرتبة لائقة بين شعوب العالم فهو وعينا السلبي أو وعينا اللغوي بجدية وعمق المشكلة أو الأزمة التربوية. فالكل واع في معظم الدول العربية بوجود خلل في المناهج التي تدرس وأساليب التكوين واستغلال الكفاءات والفضاءات وتوظيف نتائج بعض البحوث، لكن تبقي الرغبة الصادقة في التغيير والتحمس المسؤول للعمل الفعلي والتحرك اللاورقي حاجزا يحول دون تطوير مجتمعاتنا وتمكينها من اللحاق بالدول المتقدمة علمياً وحضاريا. لذلك ومن منطلق الوعي الفعلي أو الإدراك الإيجابي لضرورة المساهمة في تجاوز هذه الإخفاقات وخوفا من مزيد تدهور أوضاعنا فإنه من المهم جدا أن تفتح وزارات التربية في الدول العربية أبوابها لكل الكفاءات العلمية المتوفرة وتبتعد عن القرارات المسقطة وتعتمد أسلوب الحوار والتشاور أساسا لكل إصلاح تربوي. كما أن تجنب التسييس المفرط للتعليم وحشو مناهجه بمضامين أمنية سياسية علي حساب ثقافة وطموحات وهوية المتعلم من الأساسيات التي يجب نهجها لتجاوز الإخفاقات الحالية.
أما التمسك والاعتزاز بالهوية العربية الإسلامية وغرس روح المواطنة بعيدا عن التقليد الأعمي للثقافة الغربية فهو الحل الأمثل للتغلب علي الأزمة الثقافية والحضارية التي يعاني منها المواطن العربي بشكل عام. كما أن اللجوء والاستئناس إلي بحوث وتجارب ومناهج غربية لا تراعي طبيعة وواقع التعليم في الدول العربية ولا تأخذ في الاعتبار حاجياتنا وقدراتنا وطموحاتنا من العقبات التي تفسر إلي حد ما ما وصلنا إليه من تقهقر تربوي وتخلف علمي.
الفشل ذريع والمستقبل غير واضح حيث أن الفكر العربي كمادة خام لازال جامدا راكدا غير مستغل بطريقة مجدية لميل الساهرين والمتآمرين عليه إلي التلقين والتنظير والتسييس دون إعطاء قيمة وأولوية للجانب التطبيقي أو لعدم وعي ودراية بعض صانعي القرار بأولوية التعليم ودوره الإستراتيجي في صنع غد أفضل لشعوب ضاعت آمالها وتبخرت أحلامها.
وما يجعل الأمور أكثر سوءا وسوادا هو غياب التنسيق بين وزارات التربية في الدول العربية حيث تختلف السياسات التربوية والتعليمية وتتعدّد النظم والمناهج المعتمدة بتعدد الأنظمة والمصالح، مما يعزل كلّ دولة عربية عن شقيقاتها عزلاً يكاد يكون كاملاً وشاملا، وفي ذلك إضعافٌ، بل تقزيم للروابط الثقافية والمعرفية بين هذه الدول، وتقليلٌ لفرص الاستفادة المتبادلة من الخبرات والقدرات البشرية المتاحة رغم ضخامتها ووفرتها لتطوير التعليم وتجويده في إطار الجوامع الفكرية والحضارية. كما أن عدم مواكبة كثير من مناهج التعليم لتطورات العصر وتقنياته، وتخلّفها أو عدم قدرتها علي مجاراة التطورات التي يشهدها الحقل التعليمي علي الصعيد الدولي يعمّق من الهوة الفاصلة بين التعليم في الوطن العربي والتعليم في العالم المعاصر. أضف إلي ذلك فغياب أو تجاهل الدراسات والبحوث العلمية الميدانية وضعف مستوي التكوين وعدم توفر بيئة مدرسية محفزة علي الإبداع والمركزية المفرطة في التسيير وسوء التصرف في الموارد البشرية كلها عوامل ساهمت وما زالت في فشل العملية التربوية وتواضع مخرجات مؤسساتنا التعليمية. بل إن عدم منهجية محاولات الإصلاح وتسييسها الشديد خدمة لأغراض غير واضحة قد أدت إلي الحد من حرية المبادرة والتصرف والتفكير في استنباط الحلول للمشكلات القائمة.
أمُِا الأمر الأكثر خطورة من حيث تأثيره علينا كأمة تطمح إلي تجاوز نقاط ضعفها وتتوق إلي الحصول علي مرتبة لائقة بين شعوب العالم فهو وعينا السلبي أو وعينا اللغوي بجدية وعمق المشكلة أو الأزمة التربوية. فالكل واع في معظم الدول العربية بوجود خلل في المناهج التي تدرس وأساليب التكوين واستغلال الكفاءات والفضاءات وتوظيف نتائج بعض البحوث، لكن تبقي الرغبة الصادقة في التغيير والتحمس المسؤول للعمل الفعلي والتحرك اللاورقي حاجزا يحول دون تطوير مجتمعاتنا وتمكينها من اللحاق بالدول المتقدمة علمياً وحضاريا. لذلك ومن منطلق الوعي الفعلي أو الإدراك الإيجابي لضرورة المساهمة في تجاوز هذه الإخفاقات وخوفا من مزيد تدهور أوضاعنا فإنه من المهم جدا أن تفتح وزارات التربية في الدول العربية أبوابها لكل الكفاءات العلمية المتوفرة وتبتعد عن القرارات المسقطة وتعتمد أسلوب الحوار والتشاور أساسا لكل إصلاح تربوي. كما أن تجنب التسييس المفرط للتعليم وحشو مناهجه بمضامين أمنية سياسية علي حساب ثقافة وطموحات وهوية المتعلم من الأساسيات التي يجب نهجها لتجاوز الإخفاقات الحالية.
أما التمسك والاعتزاز بالهوية العربية الإسلامية وغرس روح المواطنة بعيدا عن التقليد الأعمي للثقافة الغربية فهو الحل الأمثل للتغلب علي الأزمة الثقافية والحضارية التي يعاني منها المواطن العربي بشكل عام. كما أن اللجوء والاستئناس إلي بحوث وتجارب ومناهج غربية لا تراعي طبيعة وواقع التعليم في الدول العربية ولا تأخذ في الاعتبار حاجياتنا وقدراتنا وطموحاتنا من العقبات التي تفسر إلي حد ما ما وصلنا إليه من تقهقر تربوي وتخلف علمي.
مواضيع مماثلة
» إصلاح التعليم وأزمة اللغة العربية في العالم الإسلامي
» القهوة العربية
» إصلاح التعليم.
» جدادات الواضح في اللغة العربية
» دعاء افتتاح القمة العربية
» القهوة العربية
» إصلاح التعليم.
» جدادات الواضح في اللغة العربية
» دعاء افتتاح القمة العربية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى