طبيعة مهنة التدريس بين الوراثة و المحيط.

لا يخرج السلوك الانساني عن العاملين الأساسيين اللدين يقرران سلوكه : الوراثة والمحيط.قد إختاف علماء النفس في أهمية كل من هدين العاملين: السلوكيين و يتزعمهم العالم النفسي واطسون الدي يركز أن عامل البيئة والمحيط له الأثر الأكبر في تشكيل السلوك الإنساني وعلى عكسهم يرى الوراثيون أن أصل السلوك والمؤثر القوي فيه هو عامل الوراثة وليس المحيط. فالوراثيون يقولون بأن التدريس هو قابلية وراثية يرثها الفرد من أسلافه كما يرث أية قابلية جسمية او عقلية,فهويرث القابلية في مواجهة الطلبة و الوقوف أمامهم وتدريسهم وإرشادهم,ومن هنا يشيرون إلى مراكز ومعاهد تكوين المعلمين التي يجب أن تختار الأفراد الدين يمتلكون هده الميزة الوراثية ثم يخضعون لبرامج تدريبية مختلفة. في حين يرى السلوكيون بأنه ليس مشروطا بمن يرغب أن يكون معلما أن يملك أية سمات خاصة,فقط يجب إخضاعه للتدريب و التاهيل فيكون التعليم فن مكتسب و ليس خصلة. بعد ان استوضحنا الجدل بين المدرستين,أشير ألى أننا اليوم نرى مهنة التدريس على أنها فن مكتسب الى حد ما تجمع بين الفلسفتين معا: الفن الموروث والمتعلق بالشخصية وسماتها كقوة الشخصية واللطف والحضور والمرح... العلم المكتسب والمتعلق بالجانب العلمي الدى يتطلب الإتقان والإلمام بمستجدات النظام التربوي والتقنيات الحديثة في التدريس بالإضافة الى عنصر مهم هو الايمان والرغبة في ممارسة المهنة. اليابان تطلق على المعلم أسم"مهندسا بشريا" فى حين أن بلادنا الاسلامية و العربية تقلل من تقديره جيلا بعد جيل. من أين نبدأ الاصلاح؟ فتغيير يكون من مراكز التكوين فعلى أساتدة هده المؤسسات أن يكونوا أول من يرفع راية التغييرالمناسب على أسس إنتقاء طلبتهم كرفع معدلات القبول مع ضرورةإيجاد البرامج الأفضل واخر المستجدات وأساليب التدريس لتكوين جيل يحمل مواصفات إبداعية قادرة على مواجهة التحديات,وحرايعبر عن آراءه وقادرا على تحمل المسؤوليات وتحقيق غايات مجتمعه.