اليسار اصبح كشاعر البلاط {{ان اعطيته مدحك وان منعته هجاك..
صفحة 1 من اصل 1
اليسار اصبح كشاعر البلاط {{ان اعطيته مدحك وان منعته هجاك..
[justify][justify]اليسار أصبح مثل شاعر البلاط «إن أعطيته مدحك وإن منعته هجاك»
ناتالي كاردوني سبقت اليسار المغربي إلى فهم التحولات الدولية الكبرى
الرباط ـ إدريس الكنبوري
كثير من اليساريين المغاربة مازالوا غير متأكدين من أنهم يوجدون في اليمين، ويحتاجون إلى من يذكرهم بذلك بين الحين والآخر، لعل الذكرى تنفعهم. وقبل سنوات عندما كتب محمد عابد الجابري يقول إن الحدود بين اليمين واليسار في المغرب لم تعد قائمة وإن المصطلحين في حاجة إلى تحيين، صفق له الاتحاديون طويلا، لأنه وفر لهم التقعيد الفقهي أو التسويغ الفكري للمشاركة السياسية وترك لحية ماركس جانبا، عل وعسى...
ويبدو أن اليساريين المغاربة لم يشاهدوا بعد كليب المغنية ناتالي كاردوني، إسبانية الأم وإيطالية الأب، الذي تتغنى فيه بالزعيم الأرجنتيني إرنيستو تشي غيفارا تحت عنوان «إلى الأبد».. الأغنية التي يحلو لأصحاب المقاهي والمحلات إطلاقها على مسامع الزبائن كواحدة من أغاني الموضة الحديثة، حيث تعرض المغنية الجميلة مفاتنها متغنية بالثورة ومازجة ما بين الجسد كماركة تجارية ثابتة في قيم السوق الرأسمالية وبين الحنين إلى القيم الثورية التي تعرف هي نفسها أنها لن تعود. ومن المزعج أن تكون المغنية الخلاسية أسبق من بعض اليساريين المغاربة إلى معرفة أن اليسار العالمي قد تغير كثيرا، فتشي غيفارا نفسه لم يعد رمزا للثورة واليسار بل بات رمزا للماكدونالدز وأمركة العالم أيضا.
جزء كبير من اليسار المغربي يصنع كما يصنع الأطفال في الحي، يلعب معك، لكنه إذا ما خسر يفسد اللعبة كلها ويصيح «ما لاعبينش»، ويحاول منع الآخرين من مواصلة اللعب. لو حاولنا البحث في المخيال العربي قليلا، فإننا نجد أن صورة اليسار المغربي تطابق صورة الشاعر العربي القديم «إن أعطيته مدحك وإن منعته هجاك»، فموقفه من السلطان تابع لسلوك هذا الأخير معه، وهو يقيس أحوال الأمة بأحواله هو، فإذا سمح له بأن يكون واحدا من حاشية البلاط أطنب في الدفاع عنه، وإذا رمي خارج القصر رفع عقيرته بالصراخ والدعاء بالويل والثبور وعظائم الأمور. وعندما يحاول البعض قلب الطاولة بعد انتخابات 2007، فإن الأمر يحتاج إلى تحليل نفساني معمق يظهر لنا أين توجد البنية الفوقية والبنية التحتية، أي تلك التي تحت الطاولة.
وفي الحقيقة، هناك أمور رائعة جدا تحدث في الحياة السياسية المغربية، فعلى الأقل هناك نوع من الفرجة للذين ملوا رؤية نفس الأشياء وأرادوا الخروج لشم النسيم، كما يحب المصريون القول. تعالوا لنرى وزيرا سابقا أقام عشر سنوات فوق كرسي الوزارة وبعدما أخرج منها بدأ ينتقد هيمنة المؤسسة الملكية على السلطة التنفيذية، وكأنه في تلك الأعوام كان يسير وزارته دون أن يرى أن هناك مؤسسة ملكية، أو ربما لم يكن معنيا بذلك مطلقا بقدر عنايته بالكرسي. وما رأيكم في أحزاب صنعت لها الأغلبية أيام الحسن الثاني وإدريس البصري لتسهيل الطريق إلى التناوب التوافقي، فقبلت اللعبة لأنها كانت لصالحها، وانقلبت عليها عندما عاقبها الناخبون؟ وتأملوا مسؤولين سابقين كـــانوا يدافعون عن المؤسسات عندما كانوا بداخلها وأصبحوا يرون فيها أسوأ ما خـــلق الله في البلدان عنـــدما خرجــوا منها؟
يروى أن أعرابيا عضه ثعلب، فذهب إلى طبيب ليصنع له رُقية، فلما سأله الطبيب عن نوع الحيوان الذي عضه خجل أن يقول له إنه ثعلب، فقال: عضني كلب، ولما بدأ الطبيب في صناعة رقيته قال له الأعرابي: يا سيدي، اجعل فيها شيئا من رقية الثعالب.
منقول عن المساء
[/justify]
jabaallah- عضو نشط
-
عدد الرسائل : 27
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 31/12/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى