الأخطاء اللغوية الشائعة
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الأخطاء اللغوية الشائعة
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه
الأخطاء اللغوية الشائعة
الحلقة الأولى
وبعد؛ فهذه لمحة موجزة عن بعض أمثلة من الأخطاء اللغوية الشائعة، التي يقع فيها الكثير - من العوام والخواص - أثناء حديثهم وفي كتاباتهم، قصدت أن أعالج هذه الأخطاء؛ كي تكون كمعلم بارز لهم على الطريق، وحتى تظل لغتنا خالدة نقية كما تركها الأولون..وإليكم بعض الأخطاء الشائعة وتصويباتها:وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه
الأخطاء اللغوية الشائعة
الحلقة الأولى
-أفعال لا تهمزها العامة، والقياس همزها، مثل: هنأه بالنجاح، وآكلت فلاناً إذا أكلت معه، والعامة يقولون فيهما، هناه، وواكلت.
-كلمات لا تهمز، والعامة تهمزها، مثل: رجل عزب، وقصرت الصلاة، ورعبت الرجل.
-كلمات تبدل العامة فيها حرفاً بحرف، مثل: نعق الغراب، والقياس هو: نغق بالغين، وسنجة الميزان، والقياس: صنجة بالصاد، وسماخ الأذن، والقياس: صماخ بالصاد أيضاً.
-كلمات مشددة والعامة تخففها، مثل: الغلو، والعارية، وفوهة البئر، والبادي.
-كلمات مخففة، والعامة تشددها، مثل: الرفاهيَة، والدخَان، والكراهيَة، والطواعيَة، واللثَة.
-كلمات ساكنة الوسط، والعامة تحركها، مثل: رجل سمْح، وبلد وحْش، وفي بطنه مغْص.
-كلمات يسكنها العامة، والقياس التحريك، مثل: الصلَعَة، والتخَمَة، ونخَبة، والنزَعَة، والنَّمِر.
-كلمات جاءت مفتوحة، والعامة تكسرها، مثل: الدَّرهم، والنَّسر، والجَفْنِة، والجَدْي، وألية الكبش.
-كلمات جاءت مكسورة، والعامة تفتحها، مثل: البِطِّيخ والمِروحة والمِنديل، والقِنديل، والخِزانة، والمِكنسة.
-كلمات وردت مضمومة، والعامة تفتحها، مثل: زُغلول، عُصفور، زُنبور؛ لأنه ليس في اللغة وصف على وزن (فعلول).
ومما يضمه العامة، والقياس فتحه، مثل: خَصوصيه، والأنَملة، والسَّعوط، وعلى فلان قبول.
-كلمات جاءت مضمومة، والعامة تكسرها، مثل: لُعبة، والفُلفُل، والفُسطاط، والقُفل.
كلمات جاءت مكسورة، والعامة تضمها، مثل: السِّواك، والعِلو، والسِّفْل.
ومما تضعه العامة في غير موضعه، قولهم: خرجنا نتنزه إذا خرجوا إلى البساتين والحدائق! وإنما التنزه التباعد عن المياه والأرياف؛ ومنه قيل: فلان يتنزه عن الأقذار - على حد تعبير السيوطي في مزهره نقلاً عن ابن السكيت - .
-ومن التعبيرات الخاطئة، قول العامة: اشتريت زوج نعال، والقياس: زَوجْيَ نْعال.. وقولهم: ماءٌ مالح، والقياس: مِلح.. وقولهم: دابة لا تُردَف، والقياس: لا تُرادف..
وقولهم: مقص وتوأم، والقياس: مقصان وتوأمان..
وقولهم: شتان ما بينهما، والقياس: شتان ماهما..
وقولهم في النسبة إلى ذات: ذاتية، والقياس: ذووية..
وقولهم في النسبة إلى طبيعة: طبيعية، والقياس: طبعيّة..
وقولهم: غليت القدر، وباب مغلوق، والقياس: غلت ومغلق؛ ولله در أبي الأسود الدؤلي إذ يقول:
ولا أقول لقدر القوم قد غليت ولا أقول لباب الدار مغلوق..
رضوان أعبيدا- عضو فعال
-
عدد الرسائل : 39
العمر : 52
تاريخ التسجيل : 09/02/2008
رد: الأخطاء اللغوية الشائعة
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه
الأخطاء اللغوية الشائعة
الحلقة الثانية
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه
الأخطاء اللغوية الشائعة
الحلقة الثانية
ومن الأخطاء قول بعضهم:
هناك فرق بين قولي وبين قولك(بتكرار بين)
والصواب:
هناك فرق بين قولي وقولك
هناك فرق بين قولي وبين قولك(بتكرار بين)
والصواب:
هناك فرق بين قولي وقولك
ذكر ذلك الحريري في درة الغواص ص 79، كما ذكره غيره من أهل اللغة مستشهدين بقوله تعالى : (من بين فرث ودم )، وذلك أنه لا يجوز عندهم أن تكرر "بين" إذا أضيفت إلى اسم ظاهر، فإذا أضيفت لضمير وجب تكريرها، كما في قوله تعالى : (هذا فراق بيني وبينك )، وقوله عز من قائل (ومن بيننا وبينك حجاب ).
ولكن الأستاذ عبد اللطيف الشويرف في كتاب تصحيحات لغوية 628 - 629 ينقل – مؤيدا – عن الأستاذ عباس أبو السعود تصحيحَ تكرار لفظة بين إذا أضيفت إلى اسم ظاهر:" وينكر كثير من المتأدبين تكرارها مع الظاهر، والحق أنه يجوز أن تكرر معه للتوكيد، وذلك كثير في كلام العرب. قال – صلى الله عليه وسلم – في خطبة له: " إن المؤمن بين مخافتين : بين أجل قد مضى لا يدري ما الله صانع به، وبين أجل قد بقي لا يدري ما الله قاض فيه ". وقال علي - كرم الله وجهه - في رسالة له: " وهذه أخرى قد فعلتموها، إذ حلتم بين الناس وبين الماء".
وقال الشاعر في وصف الحرب :
وهي عقيم ترى بنيها من بين مُرْد و بين شيب
وجاء في حاشية ياسين على التصريح ما نصه : " قال الدنوشري: يجوز أن يقال: بين زيد وبين عمرو، بزيادة بين الثانية للتوكيد، كما قاله ابن بريّ وغيره، وكما قال ذو الرمة:
أيا ظبية الوعساء بين جلاجل وبين النقا آأنت أم أمّ سالم
وقال ابن الرومي يصف صانع الرقاق:
ما بين رؤيتها في كفه كرة وبين رؤيتها قوراء كالقمر
مما سقنا من النصوص وآراء اللغويين يتضح أنه يجوز لك أن تقول: لي صديق يجلس بين محمد وبين محمود، وتقسم تركة الميت بين زوجته وبين أولاده.
رضوان أعبيدا- عضو فعال
-
عدد الرسائل : 39
العمر : 52
تاريخ التسجيل : 09/02/2008
رد: الأخطاء اللغوية الشائعة
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه الأخطاء اللغوية الشائعة الحلقة الثالثة ويقولون: ما كان ذلك في حسابي، أي في ظنّي، ووجه الكلام أن يقال: ما كان ذلك في حِسْباني؛ لأن المصدر من حَسِبت بمعنى ظننت مَحْسَِبَةً، بكسر السين وفتحها، وحِسْباناً بكسر الحاء، فأما الحساب فهو اسم للشيء المحسوب. ويقولون: تَنَوَّق في الشيء. والأفصح أن يقال: تأنَّق. ويقولون: قَرَضتهُ بالمِقْراض، وقَصَصْتُه بالمِقَصِّ، والصواب أن يقال: مقراضان، ومِقصَّان، وجَلَمان، لأنهما اثنان. ونظير هذا الوهم قولهم للاثنين: زَوْج وهو خطأ، لأن الزَّوج في كلام العرب هو الفرد المزواج لصاحبه، فأما الاثنان المصطحبان فيقال لهما: زوجان. كما قال تعالى: (وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى)(سورة النجم، الآية: 45). ويقولون في تصغير شيء وعين: شُوَيٌّ وعُوَيْنَة، فيقلبون الياء فيهما واوا، والأفصح أن يقال: شُيَيّ وعُيَيْنة، بإثبات الياء وضم أولهما. ومن هذا القبيل قولُهم في تصغير ضَيْعة: ضُويعة، وفي تصغير بيت: بُوَيْتٌ والاختيار فيهما: ضُيَيْعة وبُيَيْت. ويقولون: أشرف فلان على الإياس من طَلَبِه. فيوهمون فيه، ووجه الكلام أن يقال: أَشْرَف على اليأْس؛ لأن أصل الفعل منه يئس على وزن فَعِل. ويقولون: جُرِح الرّجُل في ثَدْيِه، فيوهمون فيه، والصواب أن يقال: جرح في ثُنْدوءته؛ لأن الثّدي يختصّ بالمرأة، والثَّنْدُوءة تختصّ بالرجل. وفيهما لغتان: ثُندوءَة بضم الثاء وفتح الهمزة، وثَندُوة بفتح الثاء وترك الهمز. ولا يفرقون بين قولهم: زيد يأْتينا صباح مساءٍ على الإضافة، ويأْتينا صباحَ مساءَ على التركيب، وبينهما فرْق يختلف المعنى فيه، وهو أنّ المراد به مع الإضافة أنه يأتي في الصباح وحده، إذ تقدير الكلام يأتينا في صباح مساءٍ، والمراد به عند تركيب الاسمين وبْنيِهما على الفتح أنّه يأتي في الصباح والمساء، وكان الأصل هو يأتينا صباحاً ومساءً، فحذفت الواو العاطفة، ورُكِّب الاسمان وبُنيا على الفتح لأنه أخفّ الحركات. ومن ذلك أنهم لا يفرقون بين العَرّ والعُرّ، وبينهما فرق في اللغة، وهو أن العَرّ بالفتح: الجَرَب، وبالضم: قُروح تخرج في مشافر الإبل وقوائمها. ومن ذلك أنهم لا يفرقون بين قولهم: بكَمْ ثوبُك مصْبوغاً؟ وبكم ثوبُك مصبوغٌ؟ وبينهما فرق يختلف المعنى فيه، وهو أنّك إذا نصبت مصبوغاً كان انتصابه على الحال والسؤال واقع عن ثمن الثوب وهو مصبوغ، وإن رفعتَ مصبوغاً رفعته على أنه خبر المبتدأ الذي هو ثوبك، وكان السؤال واقعا عن أُجرَة الصّبغ لا عن ثمن الثوب. وكذلك لا يفرقون أيضا بين قولهم: لا رجلَ في الدار، ولا رجلٌ عندك. والفرق بينهما أنّك إذا قلت: لا رجُلَ في الدار بالفتح، فقد عَمَمْتَ جنس الرجال بالنفي، وكان كلامُك جواب مَنْ قال لك: هل من رجلٍ في الدار؟ وإذا قلت: لا رجلٌ في الدار بالرفع، فالمراد بالنّفي الخصُوص، وكأنه جواب من قال: هل رجلٌ في الدار؟ وكذلك لا يفرقون بين قولهم: خَلف الله عليك وأخلف الله عليك، والفرق بينهما أنّ لفظة خلف الله عليك، تقال لمن هَلَك له مَن لا يستعيضُه، ويكون المعنى: كان الله لك خليفةً منه، ولفظة "أخلف الله عليك" تستعمل فيما يُرجَى اعتياضُه، ويُؤَمَّل استخلافُه. | ||
رضوان أعبيدا- عضو فعال
-
عدد الرسائل : 39
العمر : 52
تاريخ التسجيل : 09/02/2008
رد: الأخطاء اللغوية الشائعة
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه
الأخطاء اللغوية الشائعة
الحلقة الرابعة
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه
الأخطاء اللغوية الشائعة
الحلقة الرابعة
يقولون: جلستُ في فَيء الشجرة، والصّواب أن يقال: في ظلّ الشّجرة. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن في الجنة لشجرةً يسير الراكب في ظلِّها مائة عام لا يقطعها، اقرأوا إن شئتم: (وظل ممدود)".
ويقولون: انساغ لي الشّراب، فهو منساغ، والاختيار فيه ساغَ، فهو سائغ. وفي القرآن: (لبنا خالصا سائغا للشاربين) .
ومن أوهامهم قولهم: تَبرّيَْتُ من فلان، بمعنى بَرِئْتُ منه، فيخطئون فيه؛ لأن معنى تبرّيت تعرّضت، مثل انبريتُ، فأما ما هو بمعنى البراءَة فيقال فيه: قد تبرّأْت كما جاءَ في التنزيل: (تبرأنا إليك) .
ويقولون: سُرِرْتُ برؤيا فلان إشارة إلى مرآه، فيوْهَمُون فيه، والصحيح أن يقال: سُرِرْت برؤيتك؛ لأن العرب تجعل الرؤية لما يرى في اليقظة، والرؤيا لما يُرى في المنام، كما قال سبحانه إخبارا عن يوسف عليه السلام: (تأويل رؤياي من قبل).
يجانس هذا الوهم قولهم: أبصرت هذا الأمر قبل حدوثه، والصواب فيه أن يقال: بَصُرْتُ بهذا الأمر؛ لأن العرب تقول: أبصرت بالعين، وبَصُرْتُ من البصيرة، ومنه قوله تعالى: (قال بصرت بما لم يبصروا به).
ويقولون: قال فلان: كَيْت وكَيْت، فيوْهَمُون فيه؛ لأنّ العرب تقول: كان من الأمر كَيْتَ وكَيْتَ، وقال فلان: ذَيْت وذَيت، فيجعلون كَيْت وكَيْت كناية عن الأفعال، وذَيْتَ وذيت كناية عن المقال.
ويقولون: كِلاَ الرّجُلين خرجا وكلتا المرأتين حضرتا، والاختيار أن يوحَّد الخبر فيهما، فيقال: كلا الرجلين خرج، وكلتا المرأتين حضرت، لأنّ كلا وكلتا اسمان مفردان وُضِعا لتأكيد الاثنين والاثنتين، وليسا في ذاتهما مثنَّين، ولهذا وقع الإخبار عنهما كما يخبَر عن المفرد. وبهذا نطق القرآن في قوله تعالى: (كلتا الجنتين آتت أكلها) .
ويقولون للدّاء المعترض في البطْنِ: الْمَغَص بفتح الغين، فيغلَطون فيه، لأن المغَص بفتح الغين هو خيار الإبل. فأمّا اسم الدّاء هو المَغْص بإسكان الغين، وقد يقال بالسّين.
ويقولون: قاما الرّجلان وقاموا الرجال، فيُلحقون الفعل علامة التثنية والجمع. ووجه الكلام توحيد الفعل، كما قال سبحانه في المثنى: (قال رجلان)، وفي الجمع: (إذا جاءك المنافقون).
ويقولون: امرأة شكُورة ولَجُوجة وصَبُورة، فيُلحقون هاء التأنيث بها، فيوْهَمون فيه؛ لأن هذه التاء إنّما تدخل على "فَعول" إذا كان بمعنى "مفعول" كقولك: ناقة رَكُوبة وشاة حَلُوبة؛ لأنهما بمعنى مركوبة ومحلوبة، فأمّا إذا كان فعول بمعنى فاعل، فيَمتنع من إلحاق التّاء به، وتكون صفةً مؤنّثة على لفظ مذكّره.
ويقولون: لمن يأتي الذنب متعمدا: قد أَخطأَ، فيحرفون اللفظ والمعنى؛ لأنه لا يقال: أخطأَ إلاّ لمن لم يَتَعمّد الفعل أو لمن اجتهد فلم يوافق الصَّواب، وإيّاه عنى صلى الله عليه وسلم بقوله: "إذا اجتهد الحاكم فأخطأَ فله أجرٌ". أما المتعمِّد الشيء فيقال فيه: خَطِئ فهو خاطئ، والاسم منه الخطيئةَ، والمصدر الخِطْء بكسر الخاء وإسكان الطاء، كما قال تعالى: (إن قتلهم كان خطئا كبيرا).
ويقولون لمن بدأ في إثارة شرٍّ أو فساد أمر: قد نَشَّب فيه، ووجه الكلام أن يقال: قد نشَّم بالميم لاشتقاقه من قولك: نَشَّم اللحمُ، إذا بدأَ التّغيّر والإرْواح فيه.
ويقولون: ودّعتُ قافلة الحاجّ، فينطقون بما يتضادّ الكلام فيه؛ لأنّ التوديع إنّما يكون لمن يخرُج إلى السّفر، والقافلة اسمٌ للرفقة الراجعة إلى الوطن، فيكف يقرن بين اللفظتين مع تنافي المعنيَيْن؟ ووجه الكلام أن يقال: تلقيت قافلةَ الحاجّ، أو استقبلت قافلةَ الحاجّ.
ويقولون: فلان أَنصفُ من فلان، إشارة إلى أنّه يفضُل في النَّصفَة عليه، فيحيلون المعنى فيه، فأمّا إذا أريد به التفضيل في الإنصاف، فلا يقال إلاّ: هو أحسنُ إنصافاً منه أو أكثر إنصافا، وما أشبه ذلك.
ويقولون لمن أصابته الجَنَابَةُ: قد جُنِب، فيوْهَمون فيه، لأنّ معنى "جُنِب" أصابته ريح الجنوب، فأمّا من الجنابة، فيقال فيه: أُجْنِب.
ويقولون: عندي ثمان نسوة وثمان عشرة بطاقة وثمانمائة درهم. فيحذفون الياءَ من ثمان في هذه المواطن الثلاثة، والصّواب إثباتها فيها، فيقال: ثماني نسوة، وثماني عشرة بطاقة، وثماني مائة درهم؛ لأن الياء في ثمان ياءُ المنقوص وياء المنقوص تثبت في حال الإضافة وحالة النّصب كالياء في قاضٍ.
ويقولون: ابتعتُ عبداً وجاريةً أُخرى، فيَوْهَمون فيه؛ لأنّ العرب لم تُضِفْ بلفظتي "آخر" و"أُخرى" إلاّ ما يجانس المذكور قبلَه.
ويقولون: السّبْع الطِّوَل بكسر الطّاء، فيلحنون فيه؛ لأنّ الطِّوَل هو الحبل، ووجه الكلام أن يقال: السَّبْع الطُّوَل بضمّ الطاء.
ويقولون عند نداء الأبوين: يا أبَتِي ويا أُمَّتي، فيُثبتون ياء الإضافة فيهما مع إدخال تاء التأنيث عليهما، ووجه الكلام أن يقال: يا أَبَت، ويا أُمَّتِ، بحذف الياء والاجتزاء عنها بالكسر، كما قال تعالى: (يا أبت لا تعبد الشيطان) .
ويقولون: عيَّرتُه بالكذب، والأفصح أن يقال: عيَّرتُهُ الكذِب بحذف الباء.
ويقولون: ابْدَأْ به أوَّلا، والصّواب أن يقال: ابدأْ به أَوَّلُ بالضمّ.
ويقولون لمن نبت شاربُه: قد طُرَّ شاربُه بضم الطاء، والصواب أن يقال: طَرَّ بفتح الطاء، كما يقال: طَرَّ وَبَرُ الناقة، إذا بدا صغارُه وناعِمُه. فأما طُرَّ بضم الطاء فمعناه قُطع. وأما قولهم: جاء القوم طُرّاً، فهو بمعنى جاء القوم جميعا، وانتصابه على الحال.
ويقولون: رَكَض الفرسُ بفتح الراء، وقد أقبلت الفرس تَرْكُض بفتح التاء، والصواب أن يقال: رُكِضَ بضم الراء، وأقبلت تُرْكَضُ بضم التاء، وأصل الرَّكْض في اللغة تحريك القوائم، ومنه قوله تعالى: (اركض برجلك).
ويقولون: انساغ لي الشّراب، فهو منساغ، والاختيار فيه ساغَ، فهو سائغ. وفي القرآن: (لبنا خالصا سائغا للشاربين) .
ومن أوهامهم قولهم: تَبرّيَْتُ من فلان، بمعنى بَرِئْتُ منه، فيخطئون فيه؛ لأن معنى تبرّيت تعرّضت، مثل انبريتُ، فأما ما هو بمعنى البراءَة فيقال فيه: قد تبرّأْت كما جاءَ في التنزيل: (تبرأنا إليك) .
ويقولون: سُرِرْتُ برؤيا فلان إشارة إلى مرآه، فيوْهَمُون فيه، والصحيح أن يقال: سُرِرْت برؤيتك؛ لأن العرب تجعل الرؤية لما يرى في اليقظة، والرؤيا لما يُرى في المنام، كما قال سبحانه إخبارا عن يوسف عليه السلام: (تأويل رؤياي من قبل).
يجانس هذا الوهم قولهم: أبصرت هذا الأمر قبل حدوثه، والصواب فيه أن يقال: بَصُرْتُ بهذا الأمر؛ لأن العرب تقول: أبصرت بالعين، وبَصُرْتُ من البصيرة، ومنه قوله تعالى: (قال بصرت بما لم يبصروا به).
ويقولون: قال فلان: كَيْت وكَيْت، فيوْهَمُون فيه؛ لأنّ العرب تقول: كان من الأمر كَيْتَ وكَيْتَ، وقال فلان: ذَيْت وذَيت، فيجعلون كَيْت وكَيْت كناية عن الأفعال، وذَيْتَ وذيت كناية عن المقال.
ويقولون: كِلاَ الرّجُلين خرجا وكلتا المرأتين حضرتا، والاختيار أن يوحَّد الخبر فيهما، فيقال: كلا الرجلين خرج، وكلتا المرأتين حضرت، لأنّ كلا وكلتا اسمان مفردان وُضِعا لتأكيد الاثنين والاثنتين، وليسا في ذاتهما مثنَّين، ولهذا وقع الإخبار عنهما كما يخبَر عن المفرد. وبهذا نطق القرآن في قوله تعالى: (كلتا الجنتين آتت أكلها) .
ويقولون للدّاء المعترض في البطْنِ: الْمَغَص بفتح الغين، فيغلَطون فيه، لأن المغَص بفتح الغين هو خيار الإبل. فأمّا اسم الدّاء هو المَغْص بإسكان الغين، وقد يقال بالسّين.
ويقولون: قاما الرّجلان وقاموا الرجال، فيُلحقون الفعل علامة التثنية والجمع. ووجه الكلام توحيد الفعل، كما قال سبحانه في المثنى: (قال رجلان)، وفي الجمع: (إذا جاءك المنافقون).
ويقولون: امرأة شكُورة ولَجُوجة وصَبُورة، فيُلحقون هاء التأنيث بها، فيوْهَمون فيه؛ لأن هذه التاء إنّما تدخل على "فَعول" إذا كان بمعنى "مفعول" كقولك: ناقة رَكُوبة وشاة حَلُوبة؛ لأنهما بمعنى مركوبة ومحلوبة، فأمّا إذا كان فعول بمعنى فاعل، فيَمتنع من إلحاق التّاء به، وتكون صفةً مؤنّثة على لفظ مذكّره.
ويقولون: لمن يأتي الذنب متعمدا: قد أَخطأَ، فيحرفون اللفظ والمعنى؛ لأنه لا يقال: أخطأَ إلاّ لمن لم يَتَعمّد الفعل أو لمن اجتهد فلم يوافق الصَّواب، وإيّاه عنى صلى الله عليه وسلم بقوله: "إذا اجتهد الحاكم فأخطأَ فله أجرٌ". أما المتعمِّد الشيء فيقال فيه: خَطِئ فهو خاطئ، والاسم منه الخطيئةَ، والمصدر الخِطْء بكسر الخاء وإسكان الطاء، كما قال تعالى: (إن قتلهم كان خطئا كبيرا).
ويقولون لمن بدأ في إثارة شرٍّ أو فساد أمر: قد نَشَّب فيه، ووجه الكلام أن يقال: قد نشَّم بالميم لاشتقاقه من قولك: نَشَّم اللحمُ، إذا بدأَ التّغيّر والإرْواح فيه.
ويقولون: ودّعتُ قافلة الحاجّ، فينطقون بما يتضادّ الكلام فيه؛ لأنّ التوديع إنّما يكون لمن يخرُج إلى السّفر، والقافلة اسمٌ للرفقة الراجعة إلى الوطن، فيكف يقرن بين اللفظتين مع تنافي المعنيَيْن؟ ووجه الكلام أن يقال: تلقيت قافلةَ الحاجّ، أو استقبلت قافلةَ الحاجّ.
ويقولون: فلان أَنصفُ من فلان، إشارة إلى أنّه يفضُل في النَّصفَة عليه، فيحيلون المعنى فيه، فأمّا إذا أريد به التفضيل في الإنصاف، فلا يقال إلاّ: هو أحسنُ إنصافاً منه أو أكثر إنصافا، وما أشبه ذلك.
ويقولون لمن أصابته الجَنَابَةُ: قد جُنِب، فيوْهَمون فيه، لأنّ معنى "جُنِب" أصابته ريح الجنوب، فأمّا من الجنابة، فيقال فيه: أُجْنِب.
ويقولون: عندي ثمان نسوة وثمان عشرة بطاقة وثمانمائة درهم. فيحذفون الياءَ من ثمان في هذه المواطن الثلاثة، والصّواب إثباتها فيها، فيقال: ثماني نسوة، وثماني عشرة بطاقة، وثماني مائة درهم؛ لأن الياء في ثمان ياءُ المنقوص وياء المنقوص تثبت في حال الإضافة وحالة النّصب كالياء في قاضٍ.
ويقولون: ابتعتُ عبداً وجاريةً أُخرى، فيَوْهَمون فيه؛ لأنّ العرب لم تُضِفْ بلفظتي "آخر" و"أُخرى" إلاّ ما يجانس المذكور قبلَه.
ويقولون: السّبْع الطِّوَل بكسر الطّاء، فيلحنون فيه؛ لأنّ الطِّوَل هو الحبل، ووجه الكلام أن يقال: السَّبْع الطُّوَل بضمّ الطاء.
ويقولون عند نداء الأبوين: يا أبَتِي ويا أُمَّتي، فيُثبتون ياء الإضافة فيهما مع إدخال تاء التأنيث عليهما، ووجه الكلام أن يقال: يا أَبَت، ويا أُمَّتِ، بحذف الياء والاجتزاء عنها بالكسر، كما قال تعالى: (يا أبت لا تعبد الشيطان) .
ويقولون: عيَّرتُه بالكذب، والأفصح أن يقال: عيَّرتُهُ الكذِب بحذف الباء.
ويقولون: ابْدَأْ به أوَّلا، والصّواب أن يقال: ابدأْ به أَوَّلُ بالضمّ.
ويقولون لمن نبت شاربُه: قد طُرَّ شاربُه بضم الطاء، والصواب أن يقال: طَرَّ بفتح الطاء، كما يقال: طَرَّ وَبَرُ الناقة، إذا بدا صغارُه وناعِمُه. فأما طُرَّ بضم الطاء فمعناه قُطع. وأما قولهم: جاء القوم طُرّاً، فهو بمعنى جاء القوم جميعا، وانتصابه على الحال.
ويقولون: رَكَض الفرسُ بفتح الراء، وقد أقبلت الفرس تَرْكُض بفتح التاء، والصواب أن يقال: رُكِضَ بضم الراء، وأقبلت تُرْكَضُ بضم التاء، وأصل الرَّكْض في اللغة تحريك القوائم، ومنه قوله تعالى: (اركض برجلك).
ويقولون أيضا: حكَّني جسدي، فيجعلون الجسدَ هو الحاكَّ، وعلى التحقيق هو المَحْكُوك، والصحيح أن يقال: أَحَكَّنِي جسدي، أي ألجأَني إلى الحكِّ.
ويقولون: اشْتَكَتْ عَيْنُ فلان، والصواب أن يقال: اشتكى فلانٌ عينَه، لأنه هو المشْتَكي لا هي.
ويقولون في جواب مَنْ قال: سألتُ عنك: سأل عنك الخير؛ فيستحيل المعنى بإسناد الفعل إليه؛ لأن الخير إذا سأل عنه فكأنَّه جاهلٌ أو متناه عنه، وصواب القول: سُئِل عنك الخير، أي كان من الملازمة لك والاقتران بك بحيث يُسأل عنك.
ويقولون للاثنين: هاتا بمعنى أعطيا، فيخطئون فيه، لأنّ هاتا اسم للإشارة إلى المؤنثة الحاضرة. والصواب أن يقال لهما: «هاتيا» بكسر التّاء؛ لأن العرب تقول للواحد المذكر: هاتِ بكسر التاء، وللجمع هاتوا.
ويقولون: اشْتَكَتْ عَيْنُ فلان، والصواب أن يقال: اشتكى فلانٌ عينَه، لأنه هو المشْتَكي لا هي.
ويقولون في جواب مَنْ قال: سألتُ عنك: سأل عنك الخير؛ فيستحيل المعنى بإسناد الفعل إليه؛ لأن الخير إذا سأل عنه فكأنَّه جاهلٌ أو متناه عنه، وصواب القول: سُئِل عنك الخير، أي كان من الملازمة لك والاقتران بك بحيث يُسأل عنك.
ويقولون للاثنين: هاتا بمعنى أعطيا، فيخطئون فيه، لأنّ هاتا اسم للإشارة إلى المؤنثة الحاضرة. والصواب أن يقال لهما: «هاتيا» بكسر التّاء؛ لأن العرب تقول للواحد المذكر: هاتِ بكسر التاء، وللجمع هاتوا.
رضوان أعبيدا- عضو فعال
-
عدد الرسائل : 39
العمر : 52
تاريخ التسجيل : 09/02/2008
رد: الأخطاء اللغوية الشائعة
بارك الله فيك
أبويونس- عضو محترف
-
عدد الرسائل : 187
العمر : 57
تاريخ التسجيل : 26/02/2008
مواضيع مماثلة
» الأخطاء اللغوية الشائعة
» الأخطاء اللغوية الشائعة
» الأخطاء اللغوية الشائعة
» الأخطاء اللغوية الشائعة7
» نبذة عن البرمجة اللغوية العصبية
» الأخطاء اللغوية الشائعة
» الأخطاء اللغوية الشائعة
» الأخطاء اللغوية الشائعة7
» نبذة عن البرمجة اللغوية العصبية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى