قصيدة تجمع أسماء سور القرآن الكريم
+2
المدير
laghrissi
6 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
قصيدة تجمع أسماء سور القرآن الكريم
قصيدة تجمع أسماء سور القرآن الكريم
في كلّ فاتحــــــة للقول معتبرة ** حق الثنــاء على المبعوث بالبقـرَه
في آل عمران قِدماً شاع مبعثه ** رجالهم والنساء استوضحوا خبَرَه
قد مدّ للنـــــاس من نعماه مائدة ** عمّت فليست على الأنعام مقتصرَه
أعراف نعماه ما حل الرجاء بها ** إلا وأنفــــــــال ذاك الجود مبتــدرَه
به توســـــل إذ نادى بتوبتــــــه ** في البحر يونس والظلماء معتكرَه
هــود ويوسف كم خوفٍ به أمِنا ** ولن يروّع صوت الرعــد من ذكَرَه
مضمون دعوة إبراهيم كان وفي ** بيت الإله وفي الحجـر التمس أثرَهْ
ذو أمّـة كدَوِيّ النحــل ذكرهــم ** في كل قطــر فسبحــان الذي فطرَهْ
بكهف رحماه قد لاذا الورى وبه ** بشرى بن مريم في الإنجيل مشتهِرَهْ
سمّاه طـه وحضّ الأنبياء على ** حجّ المكـــان الذي من أجله عمــرَهْ
قد أفلح الناس بالنور الذي شهدوا ** من نور فرقانه لمّا جلا غـُـــــــرَرَهْ
أكابر الشعراء اللّسْنِ قد عجــزوا ** كالنمل إذ سمعت آذانهـــم ســــورَهْ
وحسبـه قصص للعنكبــــوت أتى ** إذ حــاك نسْجا بباب الغار قد سترَهْ
في الروم قد شاع قدما أمره وبه ** لقمــان وفــّـى للـــدرّ الذي نثـــــرَهْ
كم سجدةً في طُلى الأحزاب قد سجدت ** سيوفــــــه فأراهــم ربّـه عِبـــــــرَهْ
سباهــم فاطــر الشبع العـلا كرمـا ** لمّا بـِــياسين بين الرسل قد شهــرَهْ
في الحرب قد صفت الأملاك تنصره ** فصــاد جمع الأعـادي هازما زُمَـرََهْ
لغافــر الذنب في تفصيلــه ســــور ** قد فصّلت لمعـــان غير منحصـــرَهْ
شــوراهُ أن تهجـر الدنيا فزُخرفُهـا ** مثل الدخان فيُـغشي عين من نظرَهْ
عزّت شريعته البيضـــاء حين أتى ** أحقــافَ بــدرٍ وجند الله قـد حضـرَهْ
فجــاء بعد القتال الفتــحُ متّـصِــلا ** وأصبحت حُجــرات الدين منتصـرهْ
بقـافٍ والذاريـــــات اللهُ أقسم في ** أنّ الذي قـالـــــه حقٌّ كمـا ذكـــــرهْ
في الطور أبصر موسى نجم سؤدده ** والأفق قد شقّ إجـــلالا لــه قمـــرهْ
أسرى فنال من الرحمن واقعــــــــة ** في القرب ثبّت فيه ربــّه بصــــــرهْ
أراهُ أشياء لا يقوى الحديــــــد لهـا ** وفي مجادلــة الكفـــار قـــد نصــرهْ
في الحشـر يوم امتحان الخلق يُقبل في ** صفٍّ من الرسل كلٌّ تابـــعٌ أثــــرهْ
كفٌّ يسبّــــح لله الطعــــــــــام بهــا ** فاقبلْ إذا جاءك الحق الذي نشـرهْ
قد أبصرت عنده الدنيا تغابنهـــــــا ** نالت طــلاقا ولم يعرف لها نظـرهْ
تحريمـه الحبّ للدنيـــا ورغبتـُــــه ** عن زهرة الملك حقا عندما خبـرهْ
في نـــونَ قد حقـّت الأمداح فيه بما ** أثنى به الله إذ أبدى لنا سِيـــــــرَهْ
بجــــاهه سأل نــوح في سفينتـــــه ** حسن النجاة وموج البحر قد غمرَهْ
وقالت الجن جــاء الحق فاتبِعـــوا ** مزمّـــلا تابعــا للحق لــن يــــذرَهْ
مدثـّــــرا شافعا يوم القيامة هــــل ** أتى نبيٌّ له هــذا العـُــلا ذخــــــرَهْ
في المرسلات من الكتب انجلى نبأ ** عن بعثــه سائر الأحبــار قد سطرَهْ
ألطافه النازعات الضيم حسبك في ** يوم به عبس العاصي لمن ذعـــرَهْ
إذ كورت الشمس ذاك اليوم وانفطرت ** سماؤه ودّعت ويلٌ بــه الفجـــــــرَهْ
وللسماء انشقاق والبــــروج خلت ** من طارق الشهب والأفلاك منتثـرَهْ
فسبح اسم الذي في الخلق شفعــه ** وهل أتاك حديث الحــوض إذ نهّرَهْ
كالفجر في البلد المحروس عزتــه ** والشمس من نوره الوضاح مختصرَهْ
والليل مثل الضحى إذ لاح فيه ألــمْ ** نشرح لك القول من أخباره العطرَهْ
ولو دعا التين والزيتون لابتـــدروا ** إليه في الخير فاقــرأ تستبن خــبرَهْ
في ليلة القدر كم قد حاز من شرف ** في الفخر لم يكن الانســان قد قدرَهْ
كم زلزلت بالجياد العاديات لـــــــه ** أرض بقارعة التخــــويف منتشـرَهْ
له تكاثــر آيـــــات قد اشتهــــــرت ** في كل عصر فويل للذي كفـــــــــرَهْ
ألم تر الشمس تصديقا له حبست ** على قريش وجاء الدّوح إذ أمــــرَهْ
أرايت أن إلــه العرش كرمــــــــــه ** بكوثــر مرســل في حوضــه نهــرَهْ
والكافرون إذا جاء الورى طردوا ** عن حوضه فلقــد تبّت يــد الكفـــرَهْ
إخلاص أمداحه شغلي فكم فلِــــق ** للصبح أسمعت فيه الناس مفتخــرَهْ
في كلّ فاتحــــــة للقول معتبرة ** حق الثنــاء على المبعوث بالبقـرَه
في آل عمران قِدماً شاع مبعثه ** رجالهم والنساء استوضحوا خبَرَه
قد مدّ للنـــــاس من نعماه مائدة ** عمّت فليست على الأنعام مقتصرَه
أعراف نعماه ما حل الرجاء بها ** إلا وأنفــــــــال ذاك الجود مبتــدرَه
به توســـــل إذ نادى بتوبتــــــه ** في البحر يونس والظلماء معتكرَه
هــود ويوسف كم خوفٍ به أمِنا ** ولن يروّع صوت الرعــد من ذكَرَه
مضمون دعوة إبراهيم كان وفي ** بيت الإله وفي الحجـر التمس أثرَهْ
ذو أمّـة كدَوِيّ النحــل ذكرهــم ** في كل قطــر فسبحــان الذي فطرَهْ
بكهف رحماه قد لاذا الورى وبه ** بشرى بن مريم في الإنجيل مشتهِرَهْ
سمّاه طـه وحضّ الأنبياء على ** حجّ المكـــان الذي من أجله عمــرَهْ
قد أفلح الناس بالنور الذي شهدوا ** من نور فرقانه لمّا جلا غـُـــــــرَرَهْ
أكابر الشعراء اللّسْنِ قد عجــزوا ** كالنمل إذ سمعت آذانهـــم ســــورَهْ
وحسبـه قصص للعنكبــــوت أتى ** إذ حــاك نسْجا بباب الغار قد سترَهْ
في الروم قد شاع قدما أمره وبه ** لقمــان وفــّـى للـــدرّ الذي نثـــــرَهْ
كم سجدةً في طُلى الأحزاب قد سجدت ** سيوفــــــه فأراهــم ربّـه عِبـــــــرَهْ
سباهــم فاطــر الشبع العـلا كرمـا ** لمّا بـِــياسين بين الرسل قد شهــرَهْ
في الحرب قد صفت الأملاك تنصره ** فصــاد جمع الأعـادي هازما زُمَـرََهْ
لغافــر الذنب في تفصيلــه ســــور ** قد فصّلت لمعـــان غير منحصـــرَهْ
شــوراهُ أن تهجـر الدنيا فزُخرفُهـا ** مثل الدخان فيُـغشي عين من نظرَهْ
عزّت شريعته البيضـــاء حين أتى ** أحقــافَ بــدرٍ وجند الله قـد حضـرَهْ
فجــاء بعد القتال الفتــحُ متّـصِــلا ** وأصبحت حُجــرات الدين منتصـرهْ
بقـافٍ والذاريـــــات اللهُ أقسم في ** أنّ الذي قـالـــــه حقٌّ كمـا ذكـــــرهْ
في الطور أبصر موسى نجم سؤدده ** والأفق قد شقّ إجـــلالا لــه قمـــرهْ
أسرى فنال من الرحمن واقعــــــــة ** في القرب ثبّت فيه ربــّه بصــــــرهْ
أراهُ أشياء لا يقوى الحديــــــد لهـا ** وفي مجادلــة الكفـــار قـــد نصــرهْ
في الحشـر يوم امتحان الخلق يُقبل في ** صفٍّ من الرسل كلٌّ تابـــعٌ أثــــرهْ
كفٌّ يسبّــــح لله الطعــــــــــام بهــا ** فاقبلْ إذا جاءك الحق الذي نشـرهْ
قد أبصرت عنده الدنيا تغابنهـــــــا ** نالت طــلاقا ولم يعرف لها نظـرهْ
تحريمـه الحبّ للدنيـــا ورغبتـُــــه ** عن زهرة الملك حقا عندما خبـرهْ
في نـــونَ قد حقـّت الأمداح فيه بما ** أثنى به الله إذ أبدى لنا سِيـــــــرَهْ
بجــــاهه سأل نــوح في سفينتـــــه ** حسن النجاة وموج البحر قد غمرَهْ
وقالت الجن جــاء الحق فاتبِعـــوا ** مزمّـــلا تابعــا للحق لــن يــــذرَهْ
مدثـّــــرا شافعا يوم القيامة هــــل ** أتى نبيٌّ له هــذا العـُــلا ذخــــــرَهْ
في المرسلات من الكتب انجلى نبأ ** عن بعثــه سائر الأحبــار قد سطرَهْ
ألطافه النازعات الضيم حسبك في ** يوم به عبس العاصي لمن ذعـــرَهْ
إذ كورت الشمس ذاك اليوم وانفطرت ** سماؤه ودّعت ويلٌ بــه الفجـــــــرَهْ
وللسماء انشقاق والبــــروج خلت ** من طارق الشهب والأفلاك منتثـرَهْ
فسبح اسم الذي في الخلق شفعــه ** وهل أتاك حديث الحــوض إذ نهّرَهْ
كالفجر في البلد المحروس عزتــه ** والشمس من نوره الوضاح مختصرَهْ
والليل مثل الضحى إذ لاح فيه ألــمْ ** نشرح لك القول من أخباره العطرَهْ
ولو دعا التين والزيتون لابتـــدروا ** إليه في الخير فاقــرأ تستبن خــبرَهْ
في ليلة القدر كم قد حاز من شرف ** في الفخر لم يكن الانســان قد قدرَهْ
كم زلزلت بالجياد العاديات لـــــــه ** أرض بقارعة التخــــويف منتشـرَهْ
له تكاثــر آيـــــات قد اشتهــــــرت ** في كل عصر فويل للذي كفـــــــــرَهْ
ألم تر الشمس تصديقا له حبست ** على قريش وجاء الدّوح إذ أمــــرَهْ
أرايت أن إلــه العرش كرمــــــــــه ** بكوثــر مرســل في حوضــه نهــرَهْ
والكافرون إذا جاء الورى طردوا ** عن حوضه فلقــد تبّت يــد الكفـــرَهْ
إخلاص أمداحه شغلي فكم فلِــــق ** للصبح أسمعت فيه الناس مفتخــرَهْ
laghrissi- عضو فعال
- عدد الرسائل : 36
تاريخ التسجيل : 01/04/2007
رد: قصيدة تجمع أسماء سور القرآن الكريم
قوام الشعر بين قانون الوزن وفوضى الإيقاع
اختلاط المفاهيم وتميّع حدود المصطلحات
"إن العبقرية والمقدرة لا تظهران إلا إذا خضع الإنسان للقوانين الطبيعية أو القواعد الوضعية. فإذا فاز، وقد ألقيت عليه تلك القيود، فمن الحق أن يقال فيه، بعد ذلك، عبقري أو مقتدر. أما إذا تُرك الإنسان يفعل ما يشاء في الوقت الذي يشاء، ومن غير حدود في المكان والزمان، ثم جعل هو من نفسه حكما على نفسه، فإن لكل إنسان الحق، حينئذ، في أن يدّعي العبقرية والمقدرة.")هذا الشعر الحديث، للدكتور عمر فرّوخ، ص173)
حينما نتعمد هدم الحدود القائمة بين مفاهيم المصطلحات، فذلك يعني تعمّد الإساءة إلى نظام الحياة، والاستهانة بالمنطق الإنساني، الذي قضى، وسيقضي دائما، على الرغم من دعاة الهدم والفوضى والعبث، بأن هناك حدودا مفهومية تخص استعمال كل كلمة، سواء في اللغة أو في الاصطلاح.
"إن اللغة، التي هي محصول الذهن الإنساني عبر عشرات القرون، لا تضع الأسماء اعتباطا ولا عبثا، وإنما هناك مفهوم فلسفي عام يكمن وراء كل تعريف وتسمية في كل لغة."(قضايا الشعر المعاصر، لنازك الملائكة، ص220)
وماذا يمكن أن تجني الإنسانية عامة، وآداباها بصفة خاصة، من هذه المذاهب العبثية الهدّامة، التي ليس في قاموسها إلا لغة الرفض، والسلب، والتجاوز، والقطيعة، وما إلى هذه الألفاظ في لغة العبث واللامعقول- ماذا يمكن أن تجني الإنسانية من هذه المذاهب غير الفوضى والانحطاط والتفاهة وغيرها من النتائج السلبية التي تخرج الإنسان من إنسانيته، وتفرض عليه، بالوهم المغرق في الوهم، الموشّى بشعارات المعرفة الحداثية، أن يعطّل جميع حواسه من أجل معرفة هي اللامعرفة، وعقل هو اللاعقل، ومستقبل هو اللامستقبل، وغاية هي اللاغاية، ومعنى هو اللامعنى، وأفق إنساني هو اللاأفق، وحرية هي اللاحرية- في جملة، من أجل شيء هو اللاشيء.
فمذاهب العبث والهزل "لا تتحدث بشيء غير الهدم والإلغاء: فلا لون، ولا شبه، ولا رسم، ولا قاعدة في التصوير، ولا لفظ، ولا معنى، ولا منطق، ولا مدلول في الشعر والنثر. وإنه لمن حسن الحظ أن تقصى هذه الدعوى عن الفنون التي ترتبط بها ضرورات المعيشة والاجتماع، فإنها لو تناولتها لسمعنا بفن المعمار الذي لا حجرات، ولا جدران، ولا حجارة، ولا طلاء فيه، وسمعنا بمجامع الموسيقى التي لا تميز بين الضوضاء والألحان، ولا محل فيها للمعازف والآلات."(اللغة الشاعرة، لعباس محمود العقاد، ص173)
وما أجمل هذا الاحتجاج اللطيف من الأستاذ العقاد ! فقد جمع بين المنطق الرصين والسخرية التي تفارقها رزانة العقل.
ومهما كانت الدواعي والشعارات، فإن الدعوة إلى نقض مفاهيم اللغة التي تعارفتها أمة، بمختلف شعوبها، على طول تاريخ يعدّ بعشرات القرون، إن لم يكن أكثر، إنما هي، في أبسط غاياتها وأوضع معانيها، دعوةٌ إلى التقاطع، والتدابر، واللاتواصل، أي دعوة إلى موت اجتماعي وحضاري محتّم.
فما معنى أن يصطلح الناس طوال قرون ذوات العدد على أن الأبيض هو الأبيض، ويأتي آحاد الناس، في زاوية من الزمان، ليقولوا: لا، إنما الأبيض هو الأسود، ثم يتبعه ثالث، فيقول: لا، إنما الأبيض هو الأصفر، وهكذا في دوّامة من اختلاط المفاهيم لا تنتهي إلى طائل، بل تنتهي، حتما، إلى التضارب، والتنافر، والتباعد، واللاتفاهم.
فمعاني الكلمات، في اللغة، إنما تثبت بالاصطلاح، أي بالاتفاق، ثم تدوم وتترسخ بالتداول والاستعمال. وعلى هذا الأصل تجري الاصطلاحات العلمة والفنية، ومنها اصطلاحات فن الشعر، واصطلاحات علم أوزان الشعر، أي علم العروض.
فحينما يصبح كل واحد حرا في استعمال الكلمات والاصطلاحات بالمعاني التي يريدها هو، لا المعاني الاصطلاحية التي يتفاهم بها الناس ويتواصلون، فذلك يعني، حينئذ، أننا قد وصلنا إلى قمة العبث، والفوضى، واللاتواصل.
فمثلا، حينما يصبح الشعر نثرا، والنثر شعرا، من غير اعتبار للفوارق الأساسية بين الفنين، وحينما يصبح الحديث عن الوزن حديثا إنشائيا لا يعترف بالقواعد والحدود والضوابط والمفاهيم المميزة للأشياء والمعاني بعضها من بعض، وحينما يصبح الاحتجاج لمثل هذه الفوضى في استعمال مفردات اللغة واصطلاحات الفنون والعلوم قائما، أساسا، على التخييل الجامح، والوهم البعيد، والتصورات والآراء العبثية اللامعقولة- حينما يقع مثل هذا، فإن كل شيء يصبح مباحا.
إذن، أين هي المسؤولية الإنسانية؟ أين هي مسؤولية الكلمة؟ أين هو احترام حق الإنسان، وكرامته، وعقله، وعواطفه، ومشاعره؟
ولم تكن الأديبة الناقدة نازك الملائكة مبالغة حين حكمت بأن مثل هذه المحاولات العبثية –وقد جاء كلامها هذا في سياق نقدها لبدعة "قصيدة النثر"، كما مرّ بنا في مقالة سابقة- "تكاد تكون تحقيرا للذهن الإنساني، الذي يحب بطبعه تصنيف الأشياء وترتيبها. فإذا أطلقنا اسما واحدا على شيئين مختلفين تمام الاختلاف، فما وظيفة الذهن الإنساني؟"(قضايا الشعر المعاصر، ص221)
وتضيف الأديبة قائلة، دائما في سياق "مناقشتها اللغوية" لدعوى "قصيدة النثر": "فلعلنا نستطيع أن نلاحظ كلنا أن تسميتنا للنثر "شعرا" هي، في حقيقة الأمر، كذبة لها كل ما للكذب من زيف وشناعة، وعليها أن تجابه كل ما يجابهه الكذب من نتائج. والكذبة اللغوية لا تختلف عن الكذبة الأخلاقية إلا في المظهر."(نفسه)
وتستطرد في مناقشتها قائلة: "واللغة الإنسانية، كل لغة، هي الصدق في أنقى معانيه وأسماها. إنها واقعية، لأنها تسمي الأشياء بأسمائها الحقة، فلا تخون ولا تكذب ولا تزيف(…) والنثر يسمى في اللغة نثرا، لأن اسمه هذا يعطينا صفة النثر، كما أن الشعر يسمى شعرا ليعطينا صفة الشعر. وهذا الصدق المطلق في اللغة يكسبها ثقتنا وإجلالنا. وهو، أيضا، يحمينا نحن الذين نتكلم هذه اللغة من أن نكذب…"(نفسه)
وكذلك علم أوزان الشعر(علم العروض)، وإن كان، في أصل وضعه، قائما على الاجتهاد البشري، كما هي مفردات اللغة في أصل وضعها، فهو علم له أصوله ومصطلحاته التي ثبتت له عبر قرون من التدارس والتداول، وبناء على هذا، فلا يمكن لأي كان أن يفرض استعمال هذه المصطلحات بغير المعاني التي ترسخت عبر الأجيال الطويلة المتلاحقة. وإلا، فإن الجوهر الاصطلاحي اللازم في مختلف عمليات التفاهم والتبليغ سيسقط، وسنصبح، حينئذ، بإزاء مفردات لغوية عارية من أي مدلول اصطلاحي متميز.
فَـ"التفعيلة"، في الاصطلاح العروضي، هي جزء من مكونات البحر في الوزن الشعري. و"الشطر" هو نصف البيت الشعري، و"القصيدة" عبارة عن مجموعة أبيات. وهكذا إلى آخر ما هناك من الاصطلاحات التي لها مفاهيم معروفة ومحفوظة خلال زمان طويل.
وما على الحداثي المجدد إلا أن يبحث لأفكاره وتصوراته ومفاهيمه "الثورية" "الرفضية" "الهدمية" عن اصطلاحات جديدة. أليس من مبادئهم الجوهرية أن الأشكال تتبدل بتبدل المعاني والأغراض والتصورات؟
فلماذا استثناء الاصطلاحات القديمة من هذا المبدأ؟ لماذا السطو على هذه الاصطلاحات ومحاولة فرض استعمالها بحمولة مفاهيمية مخترعة، هي غير الحمولة المعروفة بين الناس؟ وهل هناك من غاية وراء مثل هذا الفعل العبثي غير الفوضى من غير نظام بديل، والهدم من غير بناء جديد؟
رضوان أعبيدا- عضو فعال
-
عدد الرسائل : 39
العمر : 52
تاريخ التسجيل : 09/02/2008
رد: قصيدة تجمع أسماء سور القرآن الكريم
تأملات في الأدب الإسلامي | |
<table cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%" border=0><tr><td colSpan=3> عندما جاء الإسلام وجد العرب في جاهليتهم بلغوا الغاية في فنون القول والتعبير شعرا ونثرا، حتى إن الشعر هيمن على كل مجالات حياتهم واحتوش جميع حركاتهم وسكناتهم وعبر عن أدق خفقات قلوبهم وخلجات مشاعرهم، بل إنهم بلغوا به حد الإعجاز بيانا وحجة وموقفا حتى بلغت الكلمة مرتبة القداسة باعتبارها بدء الكون (وفي البدء كانت الكلمة) ولعل هذا من حكم القرآن الكريم في تحديه بلغاءهم وفصحاءهم وشعراءهم الإتيان بآية واحدة لأنهم كانوا فرسان الكلمة والبلاغة، وقد أدرك صلى الله عليه وسلم وهو العربي البليغ فائدة الشعر وخطورته ودوره الجهادي والإعلامي فوظفه أيّما توظيف للمنافحة في نشر الدعوة الجديدة فإلى جانب جهاد السيف والبناء كان جهاد الكلمة، كلمة القرآن أولا التزاما بالأمر الإلهي "وجاهدهم به جهادا كبيرا" ،ثم كلمة الشعر والخطابة التي كان فيها لشعراء الرسول صلى الله عليه وسلم وخطباءه القدح المُعلى و هذا من بركة تشجيعه صلى الله عليه وسلم للشعراء المسلمين وحثهم على الدفاع عن الإسلام ونشر مبادئه إعلاميا إذ أن الشعر كان إلى جانب كونه ديوانا للعرب وسيلة إعلامية ترفع أقواما وتخفض آخرين وهذا ما أدركه مشاهير الشعراء أنفسهم إذ نجد الحطيئة يطلب من كعب بن زهير أن يذكره في شعره ، ويبدو أن كعبا اشتهر في الجاهلية بأكثر مما اشتهر الحُطَيئة، يدل على ذلك ما يرويه ابن سلام من أن الحطيئة قال له: "قد علمتَ روايتي لكم أهلَ البيت وانقطاعي إليكم، وقد ذهبت الفحول غيري وغيرك، فلو قلت شعرا تذكر فيه نفسك وتضعني موضعا بعدك فإن الناس لأشعاركم أروى وإليها أسرع"(1)، فنظم كعب قصيدته التي يقول فيها: فمَنْ للقوافي شانَها من يحوكها *** إذا ما ثَوى كعبٌ وفوَّز جَرْوَلُ(2) في فترة النبوة والخلافة الراشدة بعدها نجد قيم الإسلام وأخلاق الإيمان قد ترسخت في صدور الشعراء المخضرمين منهم والذين ولدوا في دوحة الإسلام، فانعكست في شعرهم قصائد حماس ودعوة للجهاد وفخر بمبادئ الإسلام وسمو شيمه ومدحا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتغنيا بفضل الله الذي أكرمهم بدينه أو حتى رثاء حارا للشهداء، وخلال هذه الفترة اختفت إلى حد كبير المفاخرات بالآباء والأنساب والمواقع وأيام العرب وحروبهم والهجاء الفاحش أو الغزل الفاضح حيث كانوا يردون ويصدرون عن كتاب الله الذي رسم المعالم ووضع الصوى للاقتداء والاهتداء، غير أنه وبعدما وقعت الفتنة الكبرى وما شهده تاريخ المسلمين من تحولات كبرى وفتن دامية وصراعات حامية، لم يكن الشعر ولا الخطابة وهما كما أسلفنا ديوان العرب وإيوانهم غائبين بل أسهما في كل ذلك إما تدوينا وتأريخا أو تأجيجا وتغذية لعصبيات قبلية وثارات أطلت برأسها فكان لكل حزب شاعره أو شعراؤه أو خطيبه أو خطباؤه فاصطبغت الخطابة والشعر بالفتنة فجاءت هجينة مختلطة النسب بين جاهلية لا تفصلهم عنها إلا أربعين سنة وبين إسلام راسخ في قلوب أولي السابقة هش في قلوب أعراب أو مؤلفة قلوبهم أو مسلمة الفتح، ولأن الشعر له حضور قوي فيصعب فصله باعتباره اللون الأدبي الأكثر حضورا وغزارة في ما أبدعه العقل المسلم عن مجالات الحياة الأخرى تأثرا وتأثيرا.وبعد مضي أربعة عشرا قرنا ونيف وجدت الحركة الإسلامية نفسها وهي في مراحل إثبات الذات والتميز شكلا ومضمونا مطالَبة ببديل في مجالات الحياة كلها ومنها الفنون والآداب فبدأ الحديث عن أدب (إسلامي) وعن فن (إسلامي) وغناء (إسلامي) وكأن نعت وصفة الإسلامية كفيلان بالإجابة عن أسئلة عميقة وتحديات تطرح نفسها بإلحاح، فهل حقا يمكن الحديث عن أدب إسلامي؟ وما يميزه عن سائر ما ابتكره خلق الله؟ وهل هذا التمييز يكمن في المضمون أم في الشكل أم فيهما معا؟ وأي نموذج نستحضر أو نتبنى ونحن نؤسس لفن وأدب إسلامي جديد ؟أنستحضر النموذج النبوي الراشدي متمثلا في التجربة الفنية الأدبية السائدة آنذاك التي أثلها لنا ثلة من شعراء الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم وخطباؤه أو ما طبعه صلى الله عليه وسلم من قطع شعرية أو نثرية بطابع القبول النبوي والأمثلة على ذلك كثيرة لعل من أشهرها قصة أبي زرع وأم زرع وقصيدة كعب ابن زهير بانت سعاد وأشعار سيدنا حسان وابن رواحة وخطب الصحابة وبلغاء العرب من أمثال علي وعمر وابن عباس رضي الله عن الجميع ؟أم أن هذه المرحلة لم تكن كافية لأسباب عديدة للحديث عن تجربة متكاملة إبداعا ونقدا.؟ أم ترانا نستلهم التراث الجاهلي أو الأموي و العباسي بأغراضه ومواضيعه وقيمه ومضامينه وأشكاله خاصة أنه قريب العهد وشديد الالتصاق بصدر الإسلام الأول إما سبقا أو لحوقا؟ في بداية القرن وإبان النهضة العربية وجدت الحركة الإسلامية نفسها وجها لوجه أمام تحد كبير، في محيط كان فيه لكل حركة فكرية أو تغييرية إيديولوجية إجابات وبدائل تنظيرا وإبداعا ونقدا فللشيوعيين أدبهم ونقدهم وفنهم، وللقوميين وللوجوديين والعبثيين والليبراليين وكذا ... وأمام استعمار جاءنا بضروب جديدة من الفنون كالرواية والقصة القصيرة والمسرح والسينما والتشكيل والتمثيل وأشكال أخرى من أشكال التعبير الجسدي كان لابد من تحديد الموقف أولا والموقع ثانيا ثم طرح بديل فني وأدبي يحمل رسالة الإسلام لكن بأي فهم وأي تصور وبأية أشكال وقوالب ولم يعدم رواد الحركة الإسلامية الأوائل رحمهم الله جميعا جوابا فكانت كتاباتهم تتلمس الجواب عند أمثال الرافعي وأرسلان والكيلاني وإقبال وباكثير والمودودي والندوي وسيد قطب. خاصة أن الحركة الإسلامية لم تكن قد استكملت تصورها لقضايا أكبر وأشمل فما بالك بأدب أو شعر أو فن يراه بعضهم لهوا من اللهو أو نافلة لا تغني عن تقصير أو سهو وما وقفوا على كيف وظف رسول الله صلى الله عليه وسلم الشعر وهو سلاح عصره في تبليغ كلمة الله للناس أجمعين وكيف علينا أن نوظف الشعر والقصة والرواية والمسرح في التعريف بإسلام غريب بين أهله وفي الدفاع عن قيمه وأخلاقه أمام تيارات الإلحاد والمادية والزندقة بنقاء فطرة وصفاء عقيدة ووضوح فكرة وبيان كلمة فكان لابد للأدب الإسلامي والفن الإسلامي كلمة وصوتا وصورة ونغما وهو جزء من تحول مجتمعي يشهده العالم الإسلامي مع بروز تيار الصحوة الإسلامية وخصوصا بعد نجاح الثورة في إيران التي أجبرت الكثير من المثقفين العروبيين والقوميين على الدخول في مراجعات فكرية وإيديولوجية لنظريات سادت واستحوذت حينا من الدهر إلى جانب انفتاح على التجربة الإنسانية باعتبارها كتاب الله المبثوث في الكون تعلما وبلاغا. ------------------ (1) ابن سلام ص 87 واانظر الأغاني (طبع دار الكتب) 2/165. (2) ثوى وفوز: مات وهلك. جرول: الحطيئة. </TD></TR> <tr><td colSpan=3> </TD></TR></TABLE> |
رضوان أعبيدا- عضو فعال
-
عدد الرسائل : 39
العمر : 52
تاريخ التسجيل : 09/02/2008
رد: قصيدة تجمع أسماء سور القرآن الكريم
موضوع متميز, سلمت أياديك .
أبويونس- عضو محترف
-
عدد الرسائل : 187
العمر : 57
تاريخ التسجيل : 26/02/2008
رد: قصيدة تجمع أسماء سور القرآن الكريم
جعل الله هذا العمل في ميزان حسناتك
درة الكون- عضو محترف
-
عدد الرسائل : 173
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 14/05/2007
رد: قصيدة تجمع أسماء سور القرآن الكريم
شكراا واصل
albahja- عضو متطور
-
عدد الرسائل : 141
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 10/03/2007
مواضيع مماثلة
» قصيدة تحت عنوان "همسات حزينة"
» سفينة نوح تظهر كما ذكر القرآن الكريم - صور نادرة
» قصيدة تزيح الصدأ عن النفس
» القران الكريم كاملا بصوت الشيخ عبد الباسط Amr
» قصيدة أبكت رسول الله صلى الله عليه و سلم
» سفينة نوح تظهر كما ذكر القرآن الكريم - صور نادرة
» قصيدة تزيح الصدأ عن النفس
» القران الكريم كاملا بصوت الشيخ عبد الباسط Amr
» قصيدة أبكت رسول الله صلى الله عليه و سلم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى