هل نحن مخلصون؟
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
هل نحن مخلصون؟
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الشأن التربوي خصوصا بعد صدور تقرير البنك الدولي الأخير واضعا المغرب في ترتيب تعليمي غير مشرف.
طبعا عند حلول كارثة ما فإن الكل يحاول التملص قدر الإمكان منها وإلقاء اللوم على الآخرين واتهامهم بأنهم هم مصدر الشرورجميعها.
المسؤولية الأكبر في نظري يجب أن تتحملها كل الحكومات التي تعاقبت على هذا الشعب
منذ بدء العمل بما يسمى "الميثاق الوطني للتربة والتكوين" وكذا مهندسو وواضعو الميثاق وكل الذين فشلوا في أجرأة بنوده وفق المدة الزمنية المحددة سلفا.
لكن هل هذا يعفي نساء ورجال التعليم من نصيبهم من المسؤولية ؟
قد يقول قائل : وما ذا بوسع المدرس أن يعمل وهو المجرد من كل الصلاحيات والمطالب بتنفيذ برامج
وتعليما ت مملاة عليه من الأعلى ومفروضة عليه فرضا.
قبل أن أجيب عن هذا التساؤل لابد من الإشارة إلى أن هناك مدرسين ومدرسات يقدرون جيدا جسامة المسؤولية التربوية الملقاة على عاتقهم ويتحدون كل الإكراهات لتطوير أدائهم التربوي بشكل يتناسب وتطورات العصر.
هؤلاء الرجال والنساء الذين لم تقهرهم قساوة الطبيعة ولم يحبط عزيمتهم جفاء المجتمع ولم تنل من إرادتهم في البذل والعطاء ضآلة الأجر و لا تجاهل المسؤولين لهمومهم.
إنهم درر لوامع ونجوم طوالع بهم يستنير المجتمع وبأخلاقهم ونبلهم تقتدي الأجيال.
لكن هؤلاء النبلاء الذين ذكرتهم آنفا يشكلون نسبة ضئيلة من الجسم التعليمي.
ينبغي إذن التجرد من العاطفة المفرطة التي قد تحجب عنا الرؤية الحقيقية للأمور وتجعلنا نتفادى رؤية أخطائنا والاعتراف بها وتحصر حقل رؤيتنا في ما يصدر عنا من إيجابيات.
في ما يلي سوف أحاول التحدث عن بعض التصرفات التي أراها سلبية وأتمنى أن أستيقظ يوما فلا أجد لها أثرا في مؤسساتنا التربوية خاصة وفي مجتمعنا بوجه عام.
أولى هذه المظاهر هي عدم احترام التوقيت فلا يعقل أن يحضر المدرس متأخرا بشكل يومي دون مبرر ثم يقضي مدة أخرى ليست باليسيرة في تجاذب أطراف الحديث مع الزملاء وفي النهاية يتسلل قبل موعد الخروج بأكثر من نصف ساعة.إذا احتسبنا كل هذا الوقت الضائع فماذا سيبقى من الزمن الحقيقي للتعلم.
وتندرج ضمن نفس الإطار مسألة الغيابات غير المبررة أو المبررة بأسباب واهية.
الأمر الثاني هو عدم مواكبة المستجدات التربوية والاكتفاء بالتخصص في تدريس المستوى نفسه مدى الحياة المهنية .مما يجعل الأستاذ حبيس ثقافة عصره كارها لأي تجديد.
فتجد هذا النوع من المدرسين لا يكل من اجترار معلومات أصبحت متجاوزة وانتهت مدة صلاحيتها.بل إنه يدرس المقرر كل سنة بالطريقة والأمثلة نفسها دون تبديل أوتحديث.
أما الآفة الثالثة فهي مصيبة الدروس الخصوصية التي استشرت بشكل سرطاني وسط الجسد التعليمي . وهي ظاهرة خطيرة ينبغي اجتثاثها وتجفيف منابعها تحصينا للمدرسة العمومية وحماية لأبناء الفقراء الذين يعتبرون من أكبر ضحاياها.
من غير المقبول أن يترك التلاميذ عرضة لبعض المتاجرين بالعلم الذين يتحايلون عليهم بعدم شرح الدروس داخل القسم كما ينبغي لإيهامهم أنهم في حاجة إلى دعم أو يلجؤون إلى تضخيم النقط تشجيعا للآخرين وترويجا لبضاعتهم البائرة.
حقيقة هناك بعض المتعلمين الذين هم في حاجة إلى تقوية ومؤازرة وأقترح أن يتم ذلك بطريقة قانونية وواضحة كأن يعهد بهذه الحصص الداعمة إلى الراغبين في ذلك من المدرسين وبمقابل تؤديه لهم الدولة وداخل المؤسسات التربوية وفق إطار قانوني منظم لذلك.
هذه بعض السلبيات التي أرجو أن نتخلص منها لكن بالموازاة مع ذلك ينبغي الاهتمام أكثر بإصلاح أوضاع الأسرة التعليمية المادية والمعنوية وتوفير الظروف اللازمة لأداء واجبهم بشكل يشرف مهنة التعليم ويعيد للمغرب مكانته بين الأمم.
ابن يدير- عضو جديد
-
عدد الرسائل : 3
العمر : 54
تاريخ التسجيل : 09/08/2008
رد: هل نحن مخلصون؟
الأسئلة التي يطرحها وضع التعليم بالمغرب كثيرة جدا .
والمسؤولية تتقاسمها أطراف عديدة وبنسب متفاوتة طبعا.
أحيي الأخ ابن يدير على جرأته في طرح هذا الموضوع ، وأوافقه الرأي في النقط التي ناقشها. ويمكن أن نضيف إلى ذلك -من بين أسباب تردي التعليم -ما يلي :
1/ مهنة التعليم تتطلب شروطا معينة ينبغي توفرها ، قبل الحديث عن الشواهد المطلوبة والمستوى التعليمي والثقافي للمترشح لولوج أسلاكه.والشروط التي أقصدها هي التي يتحدث عنها المتخصصون في المجال ، خاصة علماء التربية وعلم النفس والاجتماع ...حيث كان من المفروض أن يخضع المترشحون ، وحتى خلال مرحلة التدريب ، إلى اختبار لقدرتهم وأهليتهم لممارسة مهنة التربية والتعليم ، بالموازاة مع الاختبارات التي تخص المؤهلات الأخرى .
مما لا شك فيه أن الكثيرين ممن يمارسون هذه المهنة الشريفة ، إنما ولجوها هربا من شبح البطالة ، ولا تتوفر أدنى الشروط التي يشترطها العلماءالذين أشرت إليه أعلاه.
2/تدني أخلاق الكثيرين من نساء ورجال التعليم ، كلام فاحش أو قبيح (وزنقاوي)لا يسلم من سماعه حتى أطفال الابتدائي، طريقة عقاب فيها سب وشتم وتحطيم لنفسيات المتعلمين،وممارسات تدعو إلى الاشمئزاز ...وأذكر هنا أن تلميذا حكى أن معلما وخلال حصص الدراسة ، يشغل أنغام موسيقية من هاتفه المحمول ، ويطلب من التلاميذ والتلميذات الرقص مقابل نقطتين إضافيتين ...
3/غياب الضمير المهني والإحساس بالمسؤولية لدى طائفة كبيرة من القوم .
4/غياب الرغبة في تجاوز هذا الوضع ، والاستسلام التام لواقع التردي الذي يسير فيه التعليم ، في مقابل تحميل الآخرين المسؤولية.
...
من أجل كل ذلك أقترح :
أ/ تطهير أسرة التعليم من المتطفلين وعديمي الأخلاق ، وإعادة انتشارهم في المهام الإدارية في الإدارات الأخرى التي لا علاقة لها بالتربية والتعليم.
ب/إعادة النظر في طريقة ولوج هذه المهنة الشريفة ، وذلك عن طريق إخضاع المترشحين لاختبارات يشرف عليها متخصصون في علم االنفس والتربية ،للتأكدمن صلاحية المرشح للقيام بالتربية والتعليم.واستمرار هذا النوع الأخير من الاختبار مع كل امتحان للكفاءة المهنية . وإذا اكتشف في أي مرحلة من مراحل المسيرة المهنية تناقص أو غياب لهذه الشروط ، تتم إعادة نشر المعني بالأمر في إدارة لا علاقة لها بالتربية والتعليم.
ج/تعميم تجربة بعض المخلصين من نساء ورجال التعليم ، الذين استطاعوا التعامل بإيجابية مع الواقع المزري الذي يعيشونه بسبب تردي مستوى التلاميذ ...وبذلوا مجهودات وحققوا نتائج يحق لهم الفخر بها ...وذلك نتيجة حبهم لمهنتهم ، وحبهم لتلاميذهم ...وتقديرهم للمسؤولية وللرسالة التي يحملونها .
يتبع
والمسؤولية تتقاسمها أطراف عديدة وبنسب متفاوتة طبعا.
أحيي الأخ ابن يدير على جرأته في طرح هذا الموضوع ، وأوافقه الرأي في النقط التي ناقشها. ويمكن أن نضيف إلى ذلك -من بين أسباب تردي التعليم -ما يلي :
1/ مهنة التعليم تتطلب شروطا معينة ينبغي توفرها ، قبل الحديث عن الشواهد المطلوبة والمستوى التعليمي والثقافي للمترشح لولوج أسلاكه.والشروط التي أقصدها هي التي يتحدث عنها المتخصصون في المجال ، خاصة علماء التربية وعلم النفس والاجتماع ...حيث كان من المفروض أن يخضع المترشحون ، وحتى خلال مرحلة التدريب ، إلى اختبار لقدرتهم وأهليتهم لممارسة مهنة التربية والتعليم ، بالموازاة مع الاختبارات التي تخص المؤهلات الأخرى .
مما لا شك فيه أن الكثيرين ممن يمارسون هذه المهنة الشريفة ، إنما ولجوها هربا من شبح البطالة ، ولا تتوفر أدنى الشروط التي يشترطها العلماءالذين أشرت إليه أعلاه.
2/تدني أخلاق الكثيرين من نساء ورجال التعليم ، كلام فاحش أو قبيح (وزنقاوي)لا يسلم من سماعه حتى أطفال الابتدائي، طريقة عقاب فيها سب وشتم وتحطيم لنفسيات المتعلمين،وممارسات تدعو إلى الاشمئزاز ...وأذكر هنا أن تلميذا حكى أن معلما وخلال حصص الدراسة ، يشغل أنغام موسيقية من هاتفه المحمول ، ويطلب من التلاميذ والتلميذات الرقص مقابل نقطتين إضافيتين ...
3/غياب الضمير المهني والإحساس بالمسؤولية لدى طائفة كبيرة من القوم .
4/غياب الرغبة في تجاوز هذا الوضع ، والاستسلام التام لواقع التردي الذي يسير فيه التعليم ، في مقابل تحميل الآخرين المسؤولية.
...
من أجل كل ذلك أقترح :
أ/ تطهير أسرة التعليم من المتطفلين وعديمي الأخلاق ، وإعادة انتشارهم في المهام الإدارية في الإدارات الأخرى التي لا علاقة لها بالتربية والتعليم.
ب/إعادة النظر في طريقة ولوج هذه المهنة الشريفة ، وذلك عن طريق إخضاع المترشحين لاختبارات يشرف عليها متخصصون في علم االنفس والتربية ،للتأكدمن صلاحية المرشح للقيام بالتربية والتعليم.واستمرار هذا النوع الأخير من الاختبار مع كل امتحان للكفاءة المهنية . وإذا اكتشف في أي مرحلة من مراحل المسيرة المهنية تناقص أو غياب لهذه الشروط ، تتم إعادة نشر المعني بالأمر في إدارة لا علاقة لها بالتربية والتعليم.
ج/تعميم تجربة بعض المخلصين من نساء ورجال التعليم ، الذين استطاعوا التعامل بإيجابية مع الواقع المزري الذي يعيشونه بسبب تردي مستوى التلاميذ ...وبذلوا مجهودات وحققوا نتائج يحق لهم الفخر بها ...وذلك نتيجة حبهم لمهنتهم ، وحبهم لتلاميذهم ...وتقديرهم للمسؤولية وللرسالة التي يحملونها .
يتبع
Salmanito- عضو جديد
-
عدد الرسائل : 14
العمر : 48
تاريخ التسجيل : 06/08/2008
رد: هل نحن مخلصون؟
شكرا Salmanito على المداخلة القيمة.
ابن يدير- عضو جديد
-
عدد الرسائل : 3
العمر : 54
تاريخ التسجيل : 09/08/2008
رد: هل نحن مخلصون؟
كل هدا صحيح
واضف على هدا شهادة حية
فنحن درسنا الدورة الاولى دون معلم في مادة الاجتماعيات !!!!!!!
تخيل هدا
واضف على هدا شهادة حية
فنحن درسنا الدورة الاولى دون معلم في مادة الاجتماعيات !!!!!!!
تخيل هدا
يوسف بناصر- عضو جديد
-
عدد الرسائل : 5
العمر : 28
تاريخ التسجيل : 01/04/2011
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى