[b]أبناؤنا والنسبة ! ....[/b]
صفحة 1 من اصل 1
[b]أبناؤنا والنسبة ! ....[/b]
أبناؤنا و النسبة... !
لم يعد متعلم الأمس كما اليوم فالبون واسع و الفرق شاسع و شتان بين الاثنين . فالأول كان نجاحه عن جدارة و استحقاق ،متمخض عن رحلة من العمل الذؤوب و الجد و المثابرة ، و خوض غمار الصعاب لأجل جني الثمار المرجوة ، بينما الثاني فنجاحه سهل المنال ، نجاح لم يتطلب عناء الاجتهاد و مشقة العمل و إنما تواكل و انتظار لمن و وهبة النسبة التي تقذف المتعلم قذفا إلى شاطئ الضياع متزعمة أنه شاطئ الأمان حيث المستقبل المشرق ، و ليته كذلك حقا بل نراه أمواجا متلاطمة من التيه و الضياع و تخبط في أرذان الضعف المتوارث منذ المرحلة الدراسية الأولى ، و عقبات العجز عن تخطي و خوض مخاض البكالوريا .
إن نجاح النسبة خال من الطعم ، باهت الألوان ، ضبابي المفهوم ، سلبي العواقب ، ليس عملية إنقاذ بقدر ما هو عملية تمويه و تضليل ، و وأد للقدرات الحقيقية للمتعلم الذي هو محور العملية – التعليمية . إنه ولادة قيصرية لمستقبل غامض لا أمل فيه ، و لا خير يرجى منه . إنه في الحقيقة قذف لكائن بريء جاهل لقوانين السباحة التعليمية في محيط غارق في غياهب الظلم و الظلمات ، لا يقدر الأمور حق تقديرها مثل " الحمار يحمل أسفارا ". و في خضم هذه المأساة التي بات يعيشها المجتمع نجد المتعلم المسكين نفسه غير قادر على مسايرة المناهج الدراسية و لا النظر نظرة أمل إلى المستقبل . و كيف ذلك و هو لم يمتلك قدرة الامتعان من منابع الماضي و الوقوف على أرضية صلبة ، ليجد نفسه مكبلا بقيود العجزيمضي في حياته الدراسية جارا ذيول سقم و ضعف مرير .
و السؤال الذي يطالعنا و نحن نبصر بجلاء تام ، و نتأمل حقيقة أكذوبة تمثيلية النجاح المذهل يكمن في هل الهدف من سياستنا التعليمية هو خلق متعلم قادر على بناء ذاته بذاته ، و صناعة نفسه ، و بالتالي خلق آفاق مستقبلية مشرقة ، أم إنجاب متعلم يئن تحت وطأة الضعف المتوارث سنة بعد أخرى ، عاجزا ليس فقط عن صنع حياته و إنما حتى على الاندماج في مجتمع الحداثة و العولمة ، بعد أن يفشل فشلا ذارعا في تخطي عتبة البكالوريا التي تعد جهاز غربلة تنحي الضعفاء تنحية عن احتضان عالم النجاح ، و تدفع بهم دفعا إلى عالم الانحراف و السقوط في مهاوي المخدرات لنسيان حقيقة الوضع .
و انطلاقا من هذا لا نملك إلا أن نناشد - كل من يساهم من قريب أو بعيد في هذه الجريمة الإنسانية البشعة – نجاح النسبة – التي لا ترى آثارها الجانبية و لاتجنى ثمارها المرة إلا بعد فوات الأوان ، و فقدان الأمل في جبر الكسر ، و تعديل الانحرافات و الانزلاقات سواء أكانت بنية حسنة أو غيرها و التي جعلت فلذات أكبادنا ، و مشعل أنوارنا ، و معقد آمالنا ضحايا لما جنته أيدينا – إلى محاسبة النفس و إعادة النظر فالخطأ فادح ، و الثمن باهظ ، و الضحية أنفس من أن تكون مجرد كبش فداء . و يبقى أن هدفنا الأول و الأخير ليس ارتغاع نسبة النجاح بين صفوف المتعلمين في مؤسساتنا التربوية ، و إنما خلق فرد قادر على البناء و صناعة المستقبل فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة ...
بقلم : د. إيمان بوغلاد
لم يعد متعلم الأمس كما اليوم فالبون واسع و الفرق شاسع و شتان بين الاثنين . فالأول كان نجاحه عن جدارة و استحقاق ،متمخض عن رحلة من العمل الذؤوب و الجد و المثابرة ، و خوض غمار الصعاب لأجل جني الثمار المرجوة ، بينما الثاني فنجاحه سهل المنال ، نجاح لم يتطلب عناء الاجتهاد و مشقة العمل و إنما تواكل و انتظار لمن و وهبة النسبة التي تقذف المتعلم قذفا إلى شاطئ الضياع متزعمة أنه شاطئ الأمان حيث المستقبل المشرق ، و ليته كذلك حقا بل نراه أمواجا متلاطمة من التيه و الضياع و تخبط في أرذان الضعف المتوارث منذ المرحلة الدراسية الأولى ، و عقبات العجز عن تخطي و خوض مخاض البكالوريا .
إن نجاح النسبة خال من الطعم ، باهت الألوان ، ضبابي المفهوم ، سلبي العواقب ، ليس عملية إنقاذ بقدر ما هو عملية تمويه و تضليل ، و وأد للقدرات الحقيقية للمتعلم الذي هو محور العملية – التعليمية . إنه ولادة قيصرية لمستقبل غامض لا أمل فيه ، و لا خير يرجى منه . إنه في الحقيقة قذف لكائن بريء جاهل لقوانين السباحة التعليمية في محيط غارق في غياهب الظلم و الظلمات ، لا يقدر الأمور حق تقديرها مثل " الحمار يحمل أسفارا ". و في خضم هذه المأساة التي بات يعيشها المجتمع نجد المتعلم المسكين نفسه غير قادر على مسايرة المناهج الدراسية و لا النظر نظرة أمل إلى المستقبل . و كيف ذلك و هو لم يمتلك قدرة الامتعان من منابع الماضي و الوقوف على أرضية صلبة ، ليجد نفسه مكبلا بقيود العجزيمضي في حياته الدراسية جارا ذيول سقم و ضعف مرير .
و السؤال الذي يطالعنا و نحن نبصر بجلاء تام ، و نتأمل حقيقة أكذوبة تمثيلية النجاح المذهل يكمن في هل الهدف من سياستنا التعليمية هو خلق متعلم قادر على بناء ذاته بذاته ، و صناعة نفسه ، و بالتالي خلق آفاق مستقبلية مشرقة ، أم إنجاب متعلم يئن تحت وطأة الضعف المتوارث سنة بعد أخرى ، عاجزا ليس فقط عن صنع حياته و إنما حتى على الاندماج في مجتمع الحداثة و العولمة ، بعد أن يفشل فشلا ذارعا في تخطي عتبة البكالوريا التي تعد جهاز غربلة تنحي الضعفاء تنحية عن احتضان عالم النجاح ، و تدفع بهم دفعا إلى عالم الانحراف و السقوط في مهاوي المخدرات لنسيان حقيقة الوضع .
و انطلاقا من هذا لا نملك إلا أن نناشد - كل من يساهم من قريب أو بعيد في هذه الجريمة الإنسانية البشعة – نجاح النسبة – التي لا ترى آثارها الجانبية و لاتجنى ثمارها المرة إلا بعد فوات الأوان ، و فقدان الأمل في جبر الكسر ، و تعديل الانحرافات و الانزلاقات سواء أكانت بنية حسنة أو غيرها و التي جعلت فلذات أكبادنا ، و مشعل أنوارنا ، و معقد آمالنا ضحايا لما جنته أيدينا – إلى محاسبة النفس و إعادة النظر فالخطأ فادح ، و الثمن باهظ ، و الضحية أنفس من أن تكون مجرد كبش فداء . و يبقى أن هدفنا الأول و الأخير ليس ارتغاع نسبة النجاح بين صفوف المتعلمين في مؤسساتنا التربوية ، و إنما خلق فرد قادر على البناء و صناعة المستقبل فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة ...
بقلم : د. إيمان بوغلاد
إيمان- عضو جديد
-
عدد الرسائل : 1
العمر : 54
تاريخ التسجيل : 01/03/2012
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى