هل أبناؤنا التلاميذ متعثرون دراسيا فعلا أم هناك فشل دراسي واضح
صفحة 1 من اصل 1
هل أبناؤنا التلاميذ متعثرون دراسيا فعلا أم هناك فشل دراسي واضح؟
هل أبناؤنا التلاميذ متعثرون دراسيا فعلا أم هناك فشل دراسي واضح
إدا كان التعثر الدراسي للتلميذ هو إخفاق مؤقت في تعلم أو تعلمات محدودة الزمان والموضوع، وبالتالي فالتلميذ يستطيع التغلب عليه بعد مجهودات ذاتية أو تدخلات خارجية .
ومما لاشك فيه أن دعم المتعثرين يساهم في تفادي الرسوب والتكرار، وادا كان الفشل الدراسي هو عدم قدرة التلميذ على تحقيق النتائج المتوخاة سواء على المدى القصير أو المدى البعيد في حياته الدراسية ،فالتلميذ الذي يرسب عدة مرات في الانتقال من مستوى دراسي الى مستوى أخر سيصاب لا محالة بالإحباط مما سيؤدي به إلى اتخاذ مواقف سلبية تجاه المدرسة خصوصا والتعليم بصفة عامة.
فالسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: أين نصنف تلاميذنا ؟ هل هم متعثرون فعلا أم هناك فشل دراسي واضح؟
لقد وقع خلط كبير بين المفهومين خصوصا وادا نظرنا إلى نسب النجاح المفروضة في نهاية كل سنة وفي جميع المستويات ،فالتلميذ الذي يتم إنجاحه بالنسبة كل سنة هروبا من تصنيفه في خانة الفشل الدراسي ونقول في الأخير أنه متعثر دراسيا ولا نستطيع حتى تقويم تعثره خصوصا ادا كان التعثر يشمل جميع المواد التي يتلقاها. لكن الحقيقة المرة هي أننا وبتصنيفنا لهدا التلميذ ضمن جيل النجاح نساهم مساهمة كبيرة في فشله لأننا وللأسف لا نملك الآليات المساعدة على تقويم تعثره.
فأي نجاح وأي جيل هدا؟ والتلميذ المسكين لا يمكنه ولا يملك حتى تكوين جملة مفيدة ولا حتى كتابة اسمه دون أخطاء،وتساهم سياسة النسبة المفروضة في نهاية السنة في دفعه من مستوى إلى مستوى أكبر منه بكثير ليخرج في نهاية المطاف خاوي الوفاض .
فمن يتحمل المسؤولية إدا في دالك؟ هل هم الآباء؟ هل هم المدرسون؟ لا أظن دلك لان المشكل خطير جدا وأكبر من أن يتحمله الآباء والمدرسون لأن هده الأطراف يبدلون ما في وسعهم أو أكثر لمساعدة أبنائهم وتلامذتهم ، فالآباء ينفقون الأموال الطائلة لتمكين أبنائهم من دروس الدعم والتقوية والمعلم لديه مقرر يلتزم بإنهائه ويخص مستوى تعليمي واحد ووحيد وليس مقررا مخصص للمستوى الحالي و المستوى الذي قبله ،ولنفرض أن هدا المعلم لديه من القوة والقدرة على تحمل هدا العبء ومسايرة هده الوضعية والعمل على تلقين التلاميذ مواد مستواه وحتى مواد المستوى السابق ،فمن المستحيل أن يحقق نتائج حسنة في ظل النسبة المرتفعة لاكتظاظ التلاميذ في الفصول.
لكن السبب الحقيقي الكامن وراء هدا الفشل هو البرنامج ألاستعجالي الذي أقرته وزارة التربية الوطنية والممتد من 2009 إلى 2012 و فشله في تحقيق أهدافه ومراميه، حيت ننتظر كل سنة نتائج الامتحانات للإعلان عن نسبها المرتفعة ليقال بأن البرنامج ألاستعجالي قد أصاب الهدف، مستعينين بدلك بمشروع جيل النجاح الذي بواسطته يتم إنجاح جميع التلاميذ بالنسبة .
وبصفتي رئيس جمعية أباء وأولياء تلاميذ أحد المدارس الابتدائية بأسفي ،سأحاول أن أسلط الضوء على المستوى الحقيقي لتلاميذ هده المؤسسة التعليمية ، فبعد مرور شهر على الدخول المدرسي للسنة الدراسية الحالية ، قمنا بتهيئي لوائح التلاميذ المتعثرين بجميع المستويات ودلك بمساعدة مدير المؤسسة والمدرسين بغية البحت عن طريقة لتقديم دروس دعم وتقوية لهم ،لكننا اصطدمنا بواقع مرير كون العديد من التلاميذ بمستويات معينة لا يمثلونها حقيقة ،فتجد مثلا أن العديد من تلاميذ المستوى السادس لديهم مستوى الرابع وكذلك العديد من تلاميذ المستوى الثالث لديهم مستوى الثاني أو الأول وحدث ولا حرج على المستوى الأول الذي جل تلاميذه لم يمروا من التعليم الأولي ، وعموما أمر مخجل أن يصل مستوى أبنائنا لهده الدرجة ،والخطير في الأمر أن يكون الحل الوحيد لهده المعضلة هو إلغاء 5سنوات من الدراسة لهؤلاء التلاميذ وإرجاعهم للمستوى الأول ولكن دون الحاجة لبرنامج استعجالي من الوزارة. وأتمنى في الأخير وفي ظل الدستور الجديد ونحن بصدد الانتخابات البرلمانية وتشكيل الحكومة الجديدة أن يتم الأخد بعين الاعتبار هده الوضعية المزرية لأبنائنا ويفكرون في خلق وزارة التلاميذ المتعثرين.
عبد اللطيف الفيسي
ومما لاشك فيه أن دعم المتعثرين يساهم في تفادي الرسوب والتكرار، وادا كان الفشل الدراسي هو عدم قدرة التلميذ على تحقيق النتائج المتوخاة سواء على المدى القصير أو المدى البعيد في حياته الدراسية ،فالتلميذ الذي يرسب عدة مرات في الانتقال من مستوى دراسي الى مستوى أخر سيصاب لا محالة بالإحباط مما سيؤدي به إلى اتخاذ مواقف سلبية تجاه المدرسة خصوصا والتعليم بصفة عامة.
فالسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: أين نصنف تلاميذنا ؟ هل هم متعثرون فعلا أم هناك فشل دراسي واضح؟
لقد وقع خلط كبير بين المفهومين خصوصا وادا نظرنا إلى نسب النجاح المفروضة في نهاية كل سنة وفي جميع المستويات ،فالتلميذ الذي يتم إنجاحه بالنسبة كل سنة هروبا من تصنيفه في خانة الفشل الدراسي ونقول في الأخير أنه متعثر دراسيا ولا نستطيع حتى تقويم تعثره خصوصا ادا كان التعثر يشمل جميع المواد التي يتلقاها. لكن الحقيقة المرة هي أننا وبتصنيفنا لهدا التلميذ ضمن جيل النجاح نساهم مساهمة كبيرة في فشله لأننا وللأسف لا نملك الآليات المساعدة على تقويم تعثره.
فأي نجاح وأي جيل هدا؟ والتلميذ المسكين لا يمكنه ولا يملك حتى تكوين جملة مفيدة ولا حتى كتابة اسمه دون أخطاء،وتساهم سياسة النسبة المفروضة في نهاية السنة في دفعه من مستوى إلى مستوى أكبر منه بكثير ليخرج في نهاية المطاف خاوي الوفاض .
فمن يتحمل المسؤولية إدا في دالك؟ هل هم الآباء؟ هل هم المدرسون؟ لا أظن دلك لان المشكل خطير جدا وأكبر من أن يتحمله الآباء والمدرسون لأن هده الأطراف يبدلون ما في وسعهم أو أكثر لمساعدة أبنائهم وتلامذتهم ، فالآباء ينفقون الأموال الطائلة لتمكين أبنائهم من دروس الدعم والتقوية والمعلم لديه مقرر يلتزم بإنهائه ويخص مستوى تعليمي واحد ووحيد وليس مقررا مخصص للمستوى الحالي و المستوى الذي قبله ،ولنفرض أن هدا المعلم لديه من القوة والقدرة على تحمل هدا العبء ومسايرة هده الوضعية والعمل على تلقين التلاميذ مواد مستواه وحتى مواد المستوى السابق ،فمن المستحيل أن يحقق نتائج حسنة في ظل النسبة المرتفعة لاكتظاظ التلاميذ في الفصول.
لكن السبب الحقيقي الكامن وراء هدا الفشل هو البرنامج ألاستعجالي الذي أقرته وزارة التربية الوطنية والممتد من 2009 إلى 2012 و فشله في تحقيق أهدافه ومراميه، حيت ننتظر كل سنة نتائج الامتحانات للإعلان عن نسبها المرتفعة ليقال بأن البرنامج ألاستعجالي قد أصاب الهدف، مستعينين بدلك بمشروع جيل النجاح الذي بواسطته يتم إنجاح جميع التلاميذ بالنسبة .
وبصفتي رئيس جمعية أباء وأولياء تلاميذ أحد المدارس الابتدائية بأسفي ،سأحاول أن أسلط الضوء على المستوى الحقيقي لتلاميذ هده المؤسسة التعليمية ، فبعد مرور شهر على الدخول المدرسي للسنة الدراسية الحالية ، قمنا بتهيئي لوائح التلاميذ المتعثرين بجميع المستويات ودلك بمساعدة مدير المؤسسة والمدرسين بغية البحت عن طريقة لتقديم دروس دعم وتقوية لهم ،لكننا اصطدمنا بواقع مرير كون العديد من التلاميذ بمستويات معينة لا يمثلونها حقيقة ،فتجد مثلا أن العديد من تلاميذ المستوى السادس لديهم مستوى الرابع وكذلك العديد من تلاميذ المستوى الثالث لديهم مستوى الثاني أو الأول وحدث ولا حرج على المستوى الأول الذي جل تلاميذه لم يمروا من التعليم الأولي ، وعموما أمر مخجل أن يصل مستوى أبنائنا لهده الدرجة ،والخطير في الأمر أن يكون الحل الوحيد لهده المعضلة هو إلغاء 5سنوات من الدراسة لهؤلاء التلاميذ وإرجاعهم للمستوى الأول ولكن دون الحاجة لبرنامج استعجالي من الوزارة. وأتمنى في الأخير وفي ظل الدستور الجديد ونحن بصدد الانتخابات البرلمانية وتشكيل الحكومة الجديدة أن يتم الأخد بعين الاعتبار هده الوضعية المزرية لأبنائنا ويفكرون في خلق وزارة التلاميذ المتعثرين.
عبد اللطيف الفيسي
elfissi abdellatif- عضو جديد
-
عدد الرسائل : 2
العمر : 57
تاريخ التسجيل : 26/10/2011
مواضيع مماثلة
» [b]أبناؤنا والنسبة ! ....[/b]
» دور المدرسة الأساسية في تنمية قيم المواطنة لدى التلاميذ؟
» إلى جميع التلاميذ الأولى بكالوريا درس نظام الإرث في الإسلام (أنواع الورثة،الفروض وأصحابها)
» بينما نحن نتابع حفل شاكيرا هناك من يتابع هدم الأقصى!!!
» دور المدرسة الأساسية في تنمية قيم المواطنة لدى التلاميذ؟
» إلى جميع التلاميذ الأولى بكالوريا درس نظام الإرث في الإسلام (أنواع الورثة،الفروض وأصحابها)
» بينما نحن نتابع حفل شاكيرا هناك من يتابع هدم الأقصى!!!
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى