المخزون الثقافي و التربوي للاسرة
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
المخزون الثقافي و التربوي للاسرة
المخزون الثقافي والتربوي للأسرة
إن التطور الذي أصاب الحياة في مختلف المجالات له تأثيرات ومخلفات عديدة يحاول بعضها القضاء على ما هو قيم وجوهري, ووسط هذا التيار أصبحت البشرية تمتلك القدرة على أن تمسك بيدها زمام مصيرها, والمعطى الأساسي لهذا المصير في المستقبل يكمن في وعي الإنسان كفرد في الأسرة لمسؤولياته.
فكيف يمكن للإنسان المثقف بوجه خاص أن يؤدي دوره على اتم وجه ضمن نطاق الأسرة ومن ثم المجتمع بحيث يبقى محافظا على ذاته محققا التوازن مع رغبات الآخرين وسط مايعترضه من ثغرات وعبر هذا التطور بجانبه السلبي والايجابي سواء ملك حق الاختيار أم لم يملكه.
سؤال يبحث عن صدى جواب ليجده في حيز الأسرة تلك اللوحة الجميلة بعناصرها المختلفة, لكن ما من لوحة رائعة إلا ويلحقها حفنة من الغبار مادامت موجودة وسط جو يملأه شوائب شتى مختلفة الألوان.
من هنا نستطيع أن نعيد لتلك اللوحة الأسرية رونقها لنكون أمام جدلية تتحدد أبعادها بين الوجود والعدم, بين الولادة المشرقة والتابوت. هذه الجدلية يلعب فيها المخزون الثقافي والتربوي للأسرة دورا هاما عندما يربى الفرد على فن الحوار مع نفسه ومع أفراد أسرته, بحيث تنمو قدراته منذ الطفولة كوجود مستقل يلقى من يسمع إليه, وبنفس الوقت يجب عليه كفرد إنسان أن يشعر انه وحيدا في عالمه وعليه مواجهة ما يعترضه مفردا. لان كل إنسان قوي بعذابه والانطلاق هنا من الذات عندها يتأكد الإحساس البشري لديه ويشعر بإنسانيته وقيمة ما يعترضه من فشل أو نجاح. هذا ما يشعر به ليس من خلف الجدران أو الجلوس في الظلام بل يتجاوز ذلك إلى آفاق جديدة. والأسرة المثقفة الواعية لطبائع أفرادها من الجنسين تربي فيهم هذا وتخلق انطلاقة الأبناء بحيث يكونوا أقوياء لا ينزلقون وراء ذلك الالق الذي يغريهم ويحاول أن ينفي العقل فيهم ثم خلق الرغبة الحارة في معرفة ما يحيط بهم ومواجهته عبر الشعور والعقل والروح متمسكين بالجوهر لا بالقشور لترك اثر حي في هذا العالم الواسع.
والأسرة وحدة الأساس في بناء المجتمع والمقصود هنا الأسرة الواعية المتماسكة التي تسير وفق نظام تربوي وثقافي منسق يجب أن تقتدي به الأسر المفككة المنحرفة التي تشكل عامل هدم لأبناء للمجتمع.
وخذا الوطن السلسلة التي تشكل الأسر حلقاتها يحتاج إلى البناء الإنساني الفكري الذي يبدأ من الفرد بخلق الإنسان الحقيقي فيه وهو ما يكمن في داخله كانسان ومحاربة القبح في روحه وعقله لتفتح عيناه على رؤية الجمال بكل أشكاله وبما يكلل به ذاته ووطنه وعندما نذكر الأسرة فنحن هنا أمام معادلة لاغنى لطرفيها عن الآخر , أي الأسرة يقابلها الفرد (الإنسان) الذي لم يولد مفردا بذاته إنما من عملية تزواج اقتضتها حكمة الخالق لتوفر له المهد الحقيقي لانطلاقة ذاته, والمهد الحقيقي يتمثل بعامودي الآسرة (الأب والأم) فكيف تكون حال الفرد إذا ما اتسم الأب والأم بالوعي والصلاح والفكر الخلاق المؤطر بالمحبة كأنبل طاقة منحها الله للناس بحيث خلت من أفراد ضمن اسر مشتتة مفككة تعتريها مشاكل وانحرافات عديدة وتعفنت نفوس أفرادها في مزبلة مجد واهي يحاولون تحقيقه على حساب ما هو جوهري ومثالي.
وأخيرا يشكل المخزون الثقافي والتربوي للأسرة النسغ المتدفق والمغذي لارتقاء أفرادها ذاتيا ومعرفيا, ولنمو شجرة الحياة فيهم التي يتعلم منها الجميع رغم يباسها وخلق إرادة العطاء التي لاتستحقها أقدام الزمن القادم بنعال تطوراته.
إعداد / سلافة عثمان
ابو الاء- عضو نشط
-
عدد الرسائل : 16
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 04/10/2007
رد: المخزون الثقافي و التربوي للاسرة
السلام عليك
لقد أفدتنا بما كتبت فشكرا لك على هذا الموضوع الرائع.
لقد أفدتنا بما كتبت فشكرا لك على هذا الموضوع الرائع.
nayma- عضو محترف
-
عدد الرسائل : 265
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 15/02/2008
مواضيع مماثلة
» وظيفة المدرسة والرأسمال الثقافي للطفل
» دور المرأة التربوي ... المأمول والمعوقات
» التكوين المستمر ودعم كفايات التنشيط التربوي .(الجزء الثاني)
» التكوين المستمر ودعم كفايات التنشيط التربوي .
» التكوين المستمر ودعم كفايات التنشيط التربوي (الخلاصة)
» دور المرأة التربوي ... المأمول والمعوقات
» التكوين المستمر ودعم كفايات التنشيط التربوي .(الجزء الثاني)
» التكوين المستمر ودعم كفايات التنشيط التربوي .
» التكوين المستمر ودعم كفايات التنشيط التربوي (الخلاصة)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى