دور المدرسة الأساسية في تنمية قيم المواطنة لدى التلاميذ؟
صفحة 1 من اصل 1
دور المدرسة الأساسية في تنمية قيم المواطنة لدى التلاميذ؟
مقدمة :
يتميز
كل مجتمع آنساني بخصائص تكوينية هي الأرض والشعب والعلاقات والغة والمصير
والأهداف ، وكذلك بنسق ثقافي خاص به يتكون من منظومة القيم والعادات
والتقاليد والأعراف التي تشكل في مجملها فلسفة المجتمع أو ذاك ، ويتكون كل
مجتمع أنساني من مجموعة من الأنظمة المتعددة حيث يشكل النظام التربوي
أحدها ان لم يكن أهمها على الإطلاق حيث تتمثل وظيفته في تزويد المتعلمين
بالمعرفة الفاعلة ومنهجية في التفكير وإكسابهم منظومة من القيم
والاتجاهات والمهارات تمكنهم من التكيف مع مجتمعهم والإسهام في تطويره
،وذلك ضمن فلسفة تربوية ومناهج مدرسية وأساليب تعليم . وقد تضمنت فلسفة التربية في النظام التعليمي في الجمهورية اليمنية جملة من المبادئ التي تسعى إلى إعداد التلميذ وتكوينه ليغدو مواطنا يؤدي دوره في بناء وطنه وحمايته.
مفهوم المواطنة:
تعددت
في فلسفة التربية في اليمن وفي معظم الدول العربية مفاهيم مثل المواطن ،
المواطن الصالح ، الوطن ، الوطنية وخاصة في مادتي التربية الوطنية
والاجتماعية .وقد ظهرت في العالم قوى دولية عظمى تسعى لأن تنشر مفاهيم
وقيم تربوية واجتماعية ،ويتم ذلك تحت مسمى الإصلاح والديمقراطية خاصة في دول الشرق الأوسط ، وكان من ضمن ذلك قيم المواطنة التي
يروا أنها منقوصة في دول تقوم تركيبتها الاجتماعية على الطائفية ،المذهبية
و،العرقية والعقائدية ، وقد خاضت عدد منها حروب أهلية طاحنة خلقت مآسي
إنسانية؛لذا يسعون في إطار الإصلاح والديمقراطية أن يتأصل مفهوم جديد
للمواطنة .
صاغت المنظمة الدولية مفهوم المواطنة، فقد نصت
المادة الثالثة عشر من وثيقة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان" لكل فرد حق
في مغادرة أي بلد بما في ذلك بلده ،وفي العودة إلى بلده " ، كما نصت المدة
الخامسة عشر منه "لكل فرد حق التمتع بجنسية ما " ،ولكل إنسان الحق في أن
يعترف له بجنسية (المادة السادسة)،.
وأما بعض المفكرين من أمثال (العوا ) يرون
أن المواطنة ليست مجرد قيمة وإنما هي ممارسة حية يمارسها المواطن على ارض
الواقع عمليا في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية
والثقافية ، فكل مواطن له نفس الحقوق وعليه نفس الواجبات ، ولكل مواطن
الحق في إدارة الدولة وهذه المواطنة ليست عشوائية ولكنها تتم وفق الدستور.
ويرى
(ياسين) "أن المفهوم الحديث للمواطنة يفترض وجود مجتمع مدني وسياسي
ومجموعة من الحقوق والالتزامات ، ونسق أخلاقي يحض على المشاركة والتضامن "
ويضيف :ليس هناك نهاية في الأفق يمكن تحقيقها في مجال تطوير المواطنة
ومجالاتها فالبحث فيها عملية مستمرة .
أما المواطنة عند (بشارة) فإنها القاعدة التي تنطلق منها الديمقراطية وعبر الديمقراطية والمواطنة يكتمل الوجه السيادي للأمة ، وتجسد في المواطنة مجموعة قيم سياسية واجتماعية ، وان هذا التأسيس القيمى للمواطنة مازال قائما في تطور الديمقراطيات .
وقد تعدت الرؤية حول مفهوم المواطنة فمنهم من رأى أنها المساواة في الحقوق والواجبات بين أبناء الوطن الواحد ، ومنهم من رأى أنها خلق المواطن الصالح ،
وآخرون قالوا أن المواطنة هي رد يف للديمقراطية ، ومنهم من رأى حقه
المشروع في إدارة شئون الدولة والمشاركة السياسية وحق تقرير المصير ، و
ما لا يختلف عليه اثنان أن المواطنة هي جملة من القيم المعيارية تمثل حق الإنسان في الحياة الآمنة الكريمة وفي العدالة والمساواة في الحقوق الاجتماعية لكل فرد في المجتمع بصرف النظر عن جنسه أو دينه أو مذهبه ،وكذا حقه في التعبير عن رأيه وانتخاب من بمتله على قمة السلطة السياسية في وطنه .
وستقف هذه الدراسة أمام رؤيتها لمفهوم المواطنة باعتبارها نسق قيمي ، وحسب رؤية علم اجتماع القيم فان القيم نسبية و لكل مجتمع قيمه التي اصطبغت في وجدان أبنائه مند
ولادتهم ، وان ما ينفع في مجتمع ما كقيمة ليس بالضرورة أن يكون كذلك في
مجتمع آخر ، ومن هنا فاليمني مسلم يحمل عقيدة قوامها وحدانية الله الخالق
وشريعة سماوية سمحا ما تركت شاردة ولا واردة ألا أحصتها ،وقد أكد دستور
اليمن وكذا فلسفة التربية وقانون التعليم هذه الحقيقة وتم جعلها الأساس الفلسفي للتعليم لأبناء اليمن كافة .
وبناء على ما تقدم فان الدراسة انطلقت من هذه الحقيقية الفلسفية إن جاز التعبير لتحاول صياغة جملة من القيم لتشكل مجتمعة رؤية لمفهوم المواطنة الذي نعتمده كتعريف إجرائيا لهذه الدراسة والذي على أساسي سيتم بناء الأدوات .وقد تمثل ذلك التعريف فيما يلي "المواطنة في مرحلة التعليم الأساسي هي جملة من الحقوق والواجبات التي حددها دستور الجمهورية اليمنية وقانون التعليم ومنطلقات الوثيقة التربوية للمناهج " ومنها على سبيل المثال حق التلاميذ في : الال
: تربيتهم على العقيد الإسلامية الصحيحة ، التعليم ، الصحة ، تنمية شخصيتهم من جميع الجوانب التربوية والتعليمية والاجتماعية، والسياسية ، ا لتعبير عن آرائهم بحرية ، حمايتهم من الاضطهاد . وتتمثل واجبات التلاميذ في المشاركة المجتمعية، احترام الأنظمة والقوانين واحترام الرأي الآخر وقبوله – المعاملة الإنسانية لأقرانه .....الخ .
دور المدرسة في تنمية قيم المواطنة
يعرف علماء
الاجتماع المدرسة بأنها مؤسسة اجتماعية تمثل أدة المجتمع في تحقيق أهداف
المنهج المدرسي التربوية التي تضمنها فلسفة التربية بأبعادها التربوية
والنفسية والاجتماعية؛ وتعمل المدرسة على تنمية شخصية التلميذ الإدراكية
والانفعالية والوجدانية والجسمية ، وكذا غرس قيم ومعتقدات المجتمع في نفوس
التلاميذ وتكوين اتجاهات ايجابية تجاهها. وبالإضافة إلى ذلك فان المدرسة
يجب أن تعمل على نقل التراث الثقافي وتجديده ، وكذا غرس الانتماء إلى
الأمية العربية والإسلامي والإنسانية في نفوس التلاميذ .
تحقق المدرسة تلك المهام التربوية عن طريق خلق بيئة تعليمية وتعلميّة
وذلك وفق نظريات التعليم والتعلم حيث تمثل العملية الأولى في المفهوم
السلوكي لدى علماء النفس التربوي جملة من الإجراءات تتمثل في تحديد
الأهداف ،وتحديد المحتوى التعليمي والأنشطة ، وخلق البيئة التعليمية
والموقف التعليمي التي تحقق أهداف التعليم ،وتحديد ما يجب على المتعلم
لإتقانه، بينما تحدث عملية التعلم وفق المنظور السلوكي نفسه نتيجة
الارتباط بين المثيرات ( البيئة) والاستجابات التي يقوم بها المتعلم أثناء
تفاعله مع تلك البيئة حيث يلعب التعزيز والممارسات والتدريب دور تثبيت هذه
السلوكيات .، وأما عملية التعلم وفق النظريات المعرفية فهي تقوم على أن
يحدث تفاعل إدراكي بين الإنسان والخبرات التعلمية ويتمثل ذلك في تطوير السلوكيات العقلية والوجدانية و المهارية عن طريق العمليات العقلية العليا .
وحيث
أن الموطنة تدخل في إطار النسق القيمي للمجتمع فان عملية التعليم والتعلم
الإجرائية الخاصة بها سوف تنبثق من نظريات التعلم والتعلم المذكورة وحيث
أن القيمة لها مكون معرفي فيجب أن تسعى المدرسة لتنمية المعرفة النظرية
بمفهوم المواطنة فتبين جملة الحقوق والواجبات التي أقرتها كل من الأديان
السماوية ودستور الجمهورية اليمنية ، وتبين أهمية إدراك التلاميذ لهذه
الحقوق والواجبات كما يجب أن تغرس المدرسة في نفوس التلاميذ احترام الآخر
وقبوله ،وفي أطار المكون الوجداني لقيم المواطنة
يجب أن تسعى المدرسة بمجموعة من المواقف التعليمية سواء تلك التي تشمل
الأنشطة الصفية أو اللاصفية في تكوين اتجاه إيجابيا في نفوس التلاميذ نحو
هذه القيم بحيث تصبح جزء من تكوينهم الوجداني ومن سلوكهم مع أنفسهم ومع
زملاؤهم ،وحيث أن المواطنة كقيمة لها مكون اجتماعي يتمثل في كون الإنسان
كائن`, ذو صبغة إنسانية اجتماعية
لا يستطيع العيش بمفرده بل هو في حاجة ماسة لان يعيش وسط مجتمع يحقق فيه
الشعور والأساس بالانتماء ،وعلى المدرسة أن تنمي هذا الانتماء في نفوس
التلاميذ وان تخلق لهم جملة من الأنشطة التي تمكن التلاميذ من معرفة قضايا
مجتمعه والاهتمام بها والمساهمة المتواضعة في الأنشطة المجتمعية امن خلال الاتصال مع منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الرسمية .
. وبالإضافة إلى ذلك ويتحدد دور المدرسة أيضا
في تنمية قيم المواطنة من خلال وجود إدارة تربوية تعي مفهوم التربية
الحديثة ،وتمارس أسلوب ديمقراطي في قيادة المدرسة وتعمل على خلق بيئة
تعليمية فاعلة من خلال نسج علاقات تواصل إنسانية وتربية مع المعلمين
والمتعلمين على حد سواء
وبخصوص دور المعلم في تنمية قيم المواطنة فأنه يتجسد عن طريق القدوة الحسنة أمام التلاميذ وقيامه بدور المربي
الفاضل الذي تتجسد في شخصية تلك القيم فهو أبعد ما يكون عن الديكتاتورية
بل يكون علاقة ودية مع تلاميذه ويحترم دواتهم ويعطف عليهم ويتلمس مشكلاتهم
ويحترم آرائهم ويتقبلها حتى يستطيع أن يساهم في تنمية الانتماء في نفوس
التلاميذ نحو المدرسة والذي بدوره يشكل أساس الانتماء الوطني ؛كما يقتضي ذلك تطوير قدراته ومعارفه خاصة في مجال طرق التدريس الحديثة .
دور البحث التربوي في تدعيم دور المدرسة في تنمية قيم المواطنة :
في مجال الاهتمام بدور المدرسة في تنمية قيم المواطنة كقضية تربوية أنجزت عددا من البحوث
في هذا المجال
تركز البعض منها على التحليل الكمي لمحتوى عددا من الكتب الدراسية للمواد
الإنسانية والاجتماعية واللغات لمعرفة القيم التي تضمنتها حول المواطنة ،
وبحوث أخرى اتجهت نحو اختبار قيم المواطنة لدى التلاميذ ،والنوع الثالث من
هذه الدراسات اتجهت نحو معرفة تصورات المعلمين والموجهين لدور بعض
المواد الدراسية أو المدرسة في تنمية قيم المواطنة لدى التلاميذ ،وأما
دراسة (برور-1999 ) من استراليا فقد هدفت إلى دراسة العوامل التي تؤثر في
مفهمو المواطن الصالح لدى تلاميذ الصف الأول والثاني والثالث المتوسط
والصف الثاني الثانوي وتوصلت ألي أن الأنشطة المدرسية تؤثر تأثيرا
إيجابيا في غرس المواطنة لدى التلاميذ .
وبخصوص هذه الدراسة فإنها سوف تتجه نحو معرفة تقديرات المعلمين والموجهين والمد راء حول الدور الذي تؤديه المدرسة الأساسية في تنمية قيم المواطنة لدى التلاميذ وذلك وفق الدور التربوي والتعليمي والاجتماعي للمدرسة كمؤسسة للتنشئة الاجتماعية ،وسوف تبني فقرات الأداة وفق هذه المجالات ؛ وسوف تتحد في الصفوف (7-9 ) كنموذج للمرحلة الأساسية ..
منقووووول
يتميز
كل مجتمع آنساني بخصائص تكوينية هي الأرض والشعب والعلاقات والغة والمصير
والأهداف ، وكذلك بنسق ثقافي خاص به يتكون من منظومة القيم والعادات
والتقاليد والأعراف التي تشكل في مجملها فلسفة المجتمع أو ذاك ، ويتكون كل
مجتمع أنساني من مجموعة من الأنظمة المتعددة حيث يشكل النظام التربوي
أحدها ان لم يكن أهمها على الإطلاق حيث تتمثل وظيفته في تزويد المتعلمين
بالمعرفة الفاعلة ومنهجية في التفكير وإكسابهم منظومة من القيم
والاتجاهات والمهارات تمكنهم من التكيف مع مجتمعهم والإسهام في تطويره
،وذلك ضمن فلسفة تربوية ومناهج مدرسية وأساليب تعليم . وقد تضمنت فلسفة التربية في النظام التعليمي في الجمهورية اليمنية جملة من المبادئ التي تسعى إلى إعداد التلميذ وتكوينه ليغدو مواطنا يؤدي دوره في بناء وطنه وحمايته.
مفهوم المواطنة:
تعددت
في فلسفة التربية في اليمن وفي معظم الدول العربية مفاهيم مثل المواطن ،
المواطن الصالح ، الوطن ، الوطنية وخاصة في مادتي التربية الوطنية
والاجتماعية .وقد ظهرت في العالم قوى دولية عظمى تسعى لأن تنشر مفاهيم
وقيم تربوية واجتماعية ،ويتم ذلك تحت مسمى الإصلاح والديمقراطية خاصة في دول الشرق الأوسط ، وكان من ضمن ذلك قيم المواطنة التي
يروا أنها منقوصة في دول تقوم تركيبتها الاجتماعية على الطائفية ،المذهبية
و،العرقية والعقائدية ، وقد خاضت عدد منها حروب أهلية طاحنة خلقت مآسي
إنسانية؛لذا يسعون في إطار الإصلاح والديمقراطية أن يتأصل مفهوم جديد
للمواطنة .
صاغت المنظمة الدولية مفهوم المواطنة، فقد نصت
المادة الثالثة عشر من وثيقة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان" لكل فرد حق
في مغادرة أي بلد بما في ذلك بلده ،وفي العودة إلى بلده " ، كما نصت المدة
الخامسة عشر منه "لكل فرد حق التمتع بجنسية ما " ،ولكل إنسان الحق في أن
يعترف له بجنسية (المادة السادسة)،.
وأما بعض المفكرين من أمثال (العوا ) يرون
أن المواطنة ليست مجرد قيمة وإنما هي ممارسة حية يمارسها المواطن على ارض
الواقع عمليا في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية
والثقافية ، فكل مواطن له نفس الحقوق وعليه نفس الواجبات ، ولكل مواطن
الحق في إدارة الدولة وهذه المواطنة ليست عشوائية ولكنها تتم وفق الدستور.
ويرى
(ياسين) "أن المفهوم الحديث للمواطنة يفترض وجود مجتمع مدني وسياسي
ومجموعة من الحقوق والالتزامات ، ونسق أخلاقي يحض على المشاركة والتضامن "
ويضيف :ليس هناك نهاية في الأفق يمكن تحقيقها في مجال تطوير المواطنة
ومجالاتها فالبحث فيها عملية مستمرة .
أما المواطنة عند (بشارة) فإنها القاعدة التي تنطلق منها الديمقراطية وعبر الديمقراطية والمواطنة يكتمل الوجه السيادي للأمة ، وتجسد في المواطنة مجموعة قيم سياسية واجتماعية ، وان هذا التأسيس القيمى للمواطنة مازال قائما في تطور الديمقراطيات .
وقد تعدت الرؤية حول مفهوم المواطنة فمنهم من رأى أنها المساواة في الحقوق والواجبات بين أبناء الوطن الواحد ، ومنهم من رأى أنها خلق المواطن الصالح ،
وآخرون قالوا أن المواطنة هي رد يف للديمقراطية ، ومنهم من رأى حقه
المشروع في إدارة شئون الدولة والمشاركة السياسية وحق تقرير المصير ، و
ما لا يختلف عليه اثنان أن المواطنة هي جملة من القيم المعيارية تمثل حق الإنسان في الحياة الآمنة الكريمة وفي العدالة والمساواة في الحقوق الاجتماعية لكل فرد في المجتمع بصرف النظر عن جنسه أو دينه أو مذهبه ،وكذا حقه في التعبير عن رأيه وانتخاب من بمتله على قمة السلطة السياسية في وطنه .
وستقف هذه الدراسة أمام رؤيتها لمفهوم المواطنة باعتبارها نسق قيمي ، وحسب رؤية علم اجتماع القيم فان القيم نسبية و لكل مجتمع قيمه التي اصطبغت في وجدان أبنائه مند
ولادتهم ، وان ما ينفع في مجتمع ما كقيمة ليس بالضرورة أن يكون كذلك في
مجتمع آخر ، ومن هنا فاليمني مسلم يحمل عقيدة قوامها وحدانية الله الخالق
وشريعة سماوية سمحا ما تركت شاردة ولا واردة ألا أحصتها ،وقد أكد دستور
اليمن وكذا فلسفة التربية وقانون التعليم هذه الحقيقة وتم جعلها الأساس الفلسفي للتعليم لأبناء اليمن كافة .
وبناء على ما تقدم فان الدراسة انطلقت من هذه الحقيقية الفلسفية إن جاز التعبير لتحاول صياغة جملة من القيم لتشكل مجتمعة رؤية لمفهوم المواطنة الذي نعتمده كتعريف إجرائيا لهذه الدراسة والذي على أساسي سيتم بناء الأدوات .وقد تمثل ذلك التعريف فيما يلي "المواطنة في مرحلة التعليم الأساسي هي جملة من الحقوق والواجبات التي حددها دستور الجمهورية اليمنية وقانون التعليم ومنطلقات الوثيقة التربوية للمناهج " ومنها على سبيل المثال حق التلاميذ في : الال
: تربيتهم على العقيد الإسلامية الصحيحة ، التعليم ، الصحة ، تنمية شخصيتهم من جميع الجوانب التربوية والتعليمية والاجتماعية، والسياسية ، ا لتعبير عن آرائهم بحرية ، حمايتهم من الاضطهاد . وتتمثل واجبات التلاميذ في المشاركة المجتمعية، احترام الأنظمة والقوانين واحترام الرأي الآخر وقبوله – المعاملة الإنسانية لأقرانه .....الخ .
دور المدرسة في تنمية قيم المواطنة
يعرف علماء
الاجتماع المدرسة بأنها مؤسسة اجتماعية تمثل أدة المجتمع في تحقيق أهداف
المنهج المدرسي التربوية التي تضمنها فلسفة التربية بأبعادها التربوية
والنفسية والاجتماعية؛ وتعمل المدرسة على تنمية شخصية التلميذ الإدراكية
والانفعالية والوجدانية والجسمية ، وكذا غرس قيم ومعتقدات المجتمع في نفوس
التلاميذ وتكوين اتجاهات ايجابية تجاهها. وبالإضافة إلى ذلك فان المدرسة
يجب أن تعمل على نقل التراث الثقافي وتجديده ، وكذا غرس الانتماء إلى
الأمية العربية والإسلامي والإنسانية في نفوس التلاميذ .
تحقق المدرسة تلك المهام التربوية عن طريق خلق بيئة تعليمية وتعلميّة
وذلك وفق نظريات التعليم والتعلم حيث تمثل العملية الأولى في المفهوم
السلوكي لدى علماء النفس التربوي جملة من الإجراءات تتمثل في تحديد
الأهداف ،وتحديد المحتوى التعليمي والأنشطة ، وخلق البيئة التعليمية
والموقف التعليمي التي تحقق أهداف التعليم ،وتحديد ما يجب على المتعلم
لإتقانه، بينما تحدث عملية التعلم وفق المنظور السلوكي نفسه نتيجة
الارتباط بين المثيرات ( البيئة) والاستجابات التي يقوم بها المتعلم أثناء
تفاعله مع تلك البيئة حيث يلعب التعزيز والممارسات والتدريب دور تثبيت هذه
السلوكيات .، وأما عملية التعلم وفق النظريات المعرفية فهي تقوم على أن
يحدث تفاعل إدراكي بين الإنسان والخبرات التعلمية ويتمثل ذلك في تطوير السلوكيات العقلية والوجدانية و المهارية عن طريق العمليات العقلية العليا .
وحيث
أن الموطنة تدخل في إطار النسق القيمي للمجتمع فان عملية التعليم والتعلم
الإجرائية الخاصة بها سوف تنبثق من نظريات التعلم والتعلم المذكورة وحيث
أن القيمة لها مكون معرفي فيجب أن تسعى المدرسة لتنمية المعرفة النظرية
بمفهوم المواطنة فتبين جملة الحقوق والواجبات التي أقرتها كل من الأديان
السماوية ودستور الجمهورية اليمنية ، وتبين أهمية إدراك التلاميذ لهذه
الحقوق والواجبات كما يجب أن تغرس المدرسة في نفوس التلاميذ احترام الآخر
وقبوله ،وفي أطار المكون الوجداني لقيم المواطنة
يجب أن تسعى المدرسة بمجموعة من المواقف التعليمية سواء تلك التي تشمل
الأنشطة الصفية أو اللاصفية في تكوين اتجاه إيجابيا في نفوس التلاميذ نحو
هذه القيم بحيث تصبح جزء من تكوينهم الوجداني ومن سلوكهم مع أنفسهم ومع
زملاؤهم ،وحيث أن المواطنة كقيمة لها مكون اجتماعي يتمثل في كون الإنسان
كائن`, ذو صبغة إنسانية اجتماعية
لا يستطيع العيش بمفرده بل هو في حاجة ماسة لان يعيش وسط مجتمع يحقق فيه
الشعور والأساس بالانتماء ،وعلى المدرسة أن تنمي هذا الانتماء في نفوس
التلاميذ وان تخلق لهم جملة من الأنشطة التي تمكن التلاميذ من معرفة قضايا
مجتمعه والاهتمام بها والمساهمة المتواضعة في الأنشطة المجتمعية امن خلال الاتصال مع منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الرسمية .
. وبالإضافة إلى ذلك ويتحدد دور المدرسة أيضا
في تنمية قيم المواطنة من خلال وجود إدارة تربوية تعي مفهوم التربية
الحديثة ،وتمارس أسلوب ديمقراطي في قيادة المدرسة وتعمل على خلق بيئة
تعليمية فاعلة من خلال نسج علاقات تواصل إنسانية وتربية مع المعلمين
والمتعلمين على حد سواء
وبخصوص دور المعلم في تنمية قيم المواطنة فأنه يتجسد عن طريق القدوة الحسنة أمام التلاميذ وقيامه بدور المربي
الفاضل الذي تتجسد في شخصية تلك القيم فهو أبعد ما يكون عن الديكتاتورية
بل يكون علاقة ودية مع تلاميذه ويحترم دواتهم ويعطف عليهم ويتلمس مشكلاتهم
ويحترم آرائهم ويتقبلها حتى يستطيع أن يساهم في تنمية الانتماء في نفوس
التلاميذ نحو المدرسة والذي بدوره يشكل أساس الانتماء الوطني ؛كما يقتضي ذلك تطوير قدراته ومعارفه خاصة في مجال طرق التدريس الحديثة .
دور البحث التربوي في تدعيم دور المدرسة في تنمية قيم المواطنة :
في مجال الاهتمام بدور المدرسة في تنمية قيم المواطنة كقضية تربوية أنجزت عددا من البحوث
في هذا المجال
تركز البعض منها على التحليل الكمي لمحتوى عددا من الكتب الدراسية للمواد
الإنسانية والاجتماعية واللغات لمعرفة القيم التي تضمنتها حول المواطنة ،
وبحوث أخرى اتجهت نحو اختبار قيم المواطنة لدى التلاميذ ،والنوع الثالث من
هذه الدراسات اتجهت نحو معرفة تصورات المعلمين والموجهين لدور بعض
المواد الدراسية أو المدرسة في تنمية قيم المواطنة لدى التلاميذ ،وأما
دراسة (برور-1999 ) من استراليا فقد هدفت إلى دراسة العوامل التي تؤثر في
مفهمو المواطن الصالح لدى تلاميذ الصف الأول والثاني والثالث المتوسط
والصف الثاني الثانوي وتوصلت ألي أن الأنشطة المدرسية تؤثر تأثيرا
إيجابيا في غرس المواطنة لدى التلاميذ .
وبخصوص هذه الدراسة فإنها سوف تتجه نحو معرفة تقديرات المعلمين والموجهين والمد راء حول الدور الذي تؤديه المدرسة الأساسية في تنمية قيم المواطنة لدى التلاميذ وذلك وفق الدور التربوي والتعليمي والاجتماعي للمدرسة كمؤسسة للتنشئة الاجتماعية ،وسوف تبني فقرات الأداة وفق هذه المجالات ؛ وسوف تتحد في الصفوف (7-9 ) كنموذج للمرحلة الأساسية ..
منقووووول
m.ouss04- عضو جديد
- عدد الرسائل : 10
تاريخ التسجيل : 14/03/2007
مواضيع مماثلة
» موحد التربية على المواطنة
» مفهوم المواطنة و التربية عليها
» هل أبناؤنا التلاميذ متعثرون دراسيا فعلا أم هناك فشل دراسي واضح
» مقترحات في تنمية مواهب الأطفال(1)
» مقترحات في تنمية مواهب الأطفال(2)
» مفهوم المواطنة و التربية عليها
» هل أبناؤنا التلاميذ متعثرون دراسيا فعلا أم هناك فشل دراسي واضح
» مقترحات في تنمية مواهب الأطفال(1)
» مقترحات في تنمية مواهب الأطفال(2)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى